أكد عدد من القيادات السورية المعارضة أن نظام بشار الأسد سينهار فور بدء الضربات الجوية الدولية على حظائر الطائرات ومراكز القيادة والاتصال والسيطرة، وقالوا ل «عكاظ» إن هذا سيفتح الباب على مصراعيه أمام الجيش الحر لدخول القصر الأموي. وأشار محمود الحمصي عضو اللجنة المركزية لتنسيقيات الثورة السورية إلى أن سبب بقاء بشار حتى الآن هو دعم حزب الله وإيرانوروسيا بالسلاح وخبراء التدريب والمشاركة المباشرة بالرجال والعتاد من جانب حزب الله فى معارك القصير وحلب وغيرها، وقال إن أي ضربة جوية وصاروخية غربية لنظام بشار الأسد ستفقده التوازن تماما، وتسمح للجيش السوري الحر بدخول قصر الأمويين في غضون أسبوع فقط من انتهاء الضربات الجوية والصاروخية، مؤكدا أن الطيران كان سببا رئيسىا في تفوق الأسد خلال العامين الماضيين على قوات المعارضة، وأن ضرب حظائر الطائرات، ومراكز القيادة والسيطرة، ومخازن السلاح سيشتت قوات الأسد، ويشجع الخائفين من النظام على إظهار معارضتهم للنظام، بل ويمكن لقيادات وفروع كاملة من الجيش النظامي بالانشقاق عن بشار. واستبعد الحمصي أن تكون هناك ردود أفعال خطيرة من جانب إيران وحزب الله وروسيا، مستشهدا بالبيان الذي صدر عن الخارجية الروسية التي قالت إنها لن تقاتل مع الأسد، وإعلان موسكو سحب ورشة التدريب البحرية الروسية في طرسوس، وإجلاء الرعايا الروس من سوريا، مؤكدا أن إيران لديها مشاكل كثيرة اقتصادية وأمنية وخارجية، وهى غير جاهزة لمواجهة مع العالم فى هذه الظروف. من جانبه، قال مأمون الدايه الأمين العام لحزب البناء والحرية السوري أن كل طوائف الشعب السوري يرحبون بالتخلص من نظام الأسد، حتى تبدأ سوريا عهدا جديدا من الحرية والديمقراطية، وأضاف أنه واثق تماما في نجاح الضربات الجوية والصاروخية الغربية في إضعاف نظام الأسد حتى تسهل هزيمته من جانب الجيش الحر، وأنه علم من دوائر غربية أن الولاياتالمتحدة لا تريد إسقاط نظام بشار بشكل مباشر حتى لا يتحول بشار من قاتل ومجرم حرب إلى بطل في المنطقة العربية، ولذلك الاستراتيجية الغربية تقوم على توجيه ضربات موجعة للنظام تنهي سيطرته الجوية، وتضعف مضاداته الأرضية بما يسهل هزيمته من الشعب السوري، لافتا إلى أن التصريحات الغربية المتكررة بأنها غير معنية بإسقاط النظام، هدفها فقط التقليل من رد الفعل الإيراني ورد فعل حزب الله، والتأكيد على أن نظام الأسد لن يسقط بفعل الضربات الجوية، بل سيسقط بفعل الشعب السوري فقط. واستبعد الدايه تماما أن تسيطر القاعدة على سوريا الجديدة، وقال: لا يمكن أن يكون كل الشعب السوري متطرفا مثل القاعدة، وأن الشعب السوري معتدل ويرفض التطرف وسيطرد القاعدة كما سيطرد الأسد، لافتا إلى إمكانية أن يوجه جزء من الصواريخ لبعض الأماكن التي يختبئ بها عناصر من القاعدة حتى تكون النهاية مزدوجة لنظام بشار والقاعدة ومن يتحالف معها في وقت واحد. كما استبعد الداية فرص تقسيم سوريا نتيجة لهذه الضربة، وقال إن كل ما يقال في هذا الصدد هدفة إطالة بقاء نظام الأسد، وبالتالي زيادة مأساة الشعب السوري، وأن سوريا ستظل موحدة كما كانت دائما، نافيا سعى الأكراد لتأسيس دولة لهم على الجزء الكردي من الأراضي السورية. من جانبه، أعلن رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا أنه يتوجب على الغرب ضرب نظام بشار الأسد، وأن يحيلوه إلى المحكمة الجنائية الدولية، وقال الجربا إن المعارضة السورية تنتظر من الغرب ضربة عقابية ضد النظام، ثم دعما سياسيا وعسكريا للجيش السوري الحر، وقال: فليتعرض للضرب وليختفِ نظامه، معتبرا أن الأسد أصبح ورما أو جرثومة للمنطقة، موضحا أن هذا الرجل وعائلته يجب أن يمثلوا في لاهاي كي يحاكموا أمام المحكمة الجنائية الدولية. وأضاف الجربا: بشار الكيماوي قتل شعبنا في 21 أغسطس لا يجوز أن يفلت من العقوبات التي يستحقها، وأضاف: لأن نظام الأسد يحظى بدعم كامل من روسيا وحزب الله وإيران، نحن ينقصنا كل هذا، لم يقدم لنا حلفاؤنا شيئا مما طلبناه. وبالنسبة للإسلاميين المتطرفين في صفوف المعارضة، قال الجربا: لا نريد التخلص من الأسد كي نجد أنفسنا مع القاعدة، مضيفا : هؤلاء المتطرفون يستعملهم النظام الذي يريد تخويف العالم. واعتبر أنه في حال حصل تدخل، فإن النظام لن يعيش طويلا، مضيفا أن المهم هو اتخاذ قرار شجاع، نحن بحاجة لأصدقائنا، وألا يكتفوا بالكلام، نحن لا نشك بجديتهم ولكن منذ عامين ونحن ننتظر وهم لم يفعلوا شيئا لنا. وحول تصريحات مندوب نظام الأسد لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري بوجود ثلاث مناطق تم استخدام السلاح الكيماوي فيها من جانب المعارضة، أصدر الائتلاف الوطني السوري بيانا (حصلت «عكاظ» على نسخة منه) أكد أن هذه التصريحات هدفها تضليل العالم وتبرئة نظام الأسد من الجريمة الشنيعة التي اقترفها. لكن العالم بأسره بات يدرك أن نظام الأسد هو الجهة الوحيدة التي تملك السلاح الكيميائي وتقنيات تصنيعه وتركيبه وإطلاقه في سورية.