صبحتنا الصحف المحلية مؤخرا بخبر زلزل الأنفس وأدمى القلوب، ذلك الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام عن إقدام أب بمحافظة شرورة على قتل جميع أفراد أسرته الخمسة؛ أم في ريعان العمر وأربعة أطفال في سن البراءة (نحرا) نعم قتلهم نحرا! وفصل رأس الأم عن جسدها! وكما هي العادة، كما أسلفت، فقد تم إرجاع السبب لاعتلال نفسي لدى الأب، وقد نقل على ذمة الصحافة والإعلام عنه أنه قد كان من متعاطي المخدرات في فترة سابقة، وأنه قد صعد إلى أحد المنابر بأحد المساجد قبل إقدامه على جريمته تجاه أسرته متمتما بكلمات غير مفهومة. وهنا أتمنى أولا أن نقف قليلا ونتساءل ما الأسباب والدوافع التي جرفت هذا الشخص إلى الدخول في المخدرات ودهاليزها سابقا!؟ وماذا كان دور المؤسسات المعنية تجاهه؟ وما الأسباب التي تقف خلف هذا الاعتلال النفسي لديه!؟ وأين كانت مؤسسات المجتمع التي ظهرت الآن منه لتبين فقط أنه كان من ذوي سوابق الإدمان، ويشكو اعتلالا نفسيا! وما الدور الذي قامت به تجاهه كحالة معلومة لديها!؟ أم أن هذه المعلومات لم تعرف إلا بعد وقوع الجريمة البشعة!؟ وهل كان وقوفه بأحد المنابر غير كاف لتحرك هذه المؤسسات لاحتوائه!؟ أتمنى أن نناقش ونبحث في دوافع أسباب الجريمة. وأن نطرح ذلك للدراسة والنقاش بكل وضوح وشفافية ونتجاوز مرحلة إرجاع أسباب الجريمة (من) الاعتلال النفسي للفرد (إلى) معرفة الأسباب التي تقف وراء هذا الاعتلال النفسي، وأن نبحث عن دوافع وأسباب الجرائم التي جعلت هذا ينتحر وذاك يغادر منزله لغير رجعة وآخر يعنف أبناءه وآخر يقتلهم وغيرها الكثير والكثير! وهذا يقع على عاتقنا نحن أفراد المجتمع عامة بكل جوانبه. كما نتمنى أن تقوم مؤسسات المجتمع بدورها الكامل تجاه الأفراد من ذوي المؤشرات السلوكية الجانحة حماية لهم ولأسرهم وللمجتمع. لا أن ننتظر إلى أن تقع الفأس في الرأس!.