أنزل الله تعالى هذا الدين القويم على عباده المؤمنين يشمَل كثيرًا من الحِكَم و الأحكام و المبادئ الساميَة الظاهرة والباطنة , و التي يعرِف بعضًا منها أولو البصِيرة و الأبصار , و التي تلائم جميع ميادين الحيَاة , و توافِق مُيول النفس البشرية , و تُحقق رغبَاتها مادامت توافق تعاليم الدِّين , و هو دينٌ يحثّ على الخير , و يحذِّر من الشر و يحقق للنفس البشرية سعادة الدارَين مادامت متمسِّكة ً بتعاليم الدين الحنيف , و إن الله تعالى أحلَّ لعباده الطيبات , و حرَّم عليهم الخبائث , و من الأمور التي حرَّمها الله تعالى المخدِّرات على أنواعها , واختلاف مسمياتها , قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ *إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ) 90 , 91 , المائدة , فالمخدرات مرضٌ عضالٌ يفتِك بشباب الأمة صغارًا و كبارًا , ذكورًا و إناثًا. إنَّها المخدرات تجرِف الإنسان ضعيف الإيمان , أو تقيِّد ذلك الإنسان الذي لم يجد التربية السليمة , فيقع فيها , أو يرافق رفقَاء السوء الذين يوقعونه في المخدرات و الضياع , و هي جريمة ٌ, و طريقٌ يؤدِّي إلى جرائم كثيرةٍ . فمتعاطيها يتصرَّف تصرفاتٍ سلوكية ً ضارة ً , ويرتكب الحوادث المؤلِمة , فيضُر نفسه و الآخرين و هي داءٌ أصاب شبابًا كانوا كالزهور في رَيعان الشباب بالأمراض , و قيَّد آخرين خلْف قضبان السُّجون .و إذا انتشرت ظاهرة المخدرات بين الأفراد أثر ذلك على المجتمع , فيصبح مجتمعًا مريضًا بكثير ٍ من الآفات ، و يسوده الكسَاد والتخلف, و يكون الاقتصاد ضعيفًا .و للمخدرات أضرارٌ كثيرةٌ على الفرد و المجتمع و الوطن . فهناك الأضرار الدينية التي تصِيب متعاطِي المخدرات , فهي تصرِف متعاطيها عن ذكْر الله , وعن الصلاة و تضعف إيمانه , و هي سببٌ في انتشار المعاصي التي تزيل النعَم , وتجلِب المصائب والنقَم . وهناك الأمراض الصحية التي أعيَت الطب و أهله, و التي تهدِّد صحة متعاطي المخدرات كالأمراض العضويَّة و النفسية, فينجم عنها عدَم الاستقرار النفسي و الاجتماعي والسُّلوكي. و الأضرار, الأمنية و الاقتصادية, و الاجتماعية.و إذا انتشر داء المخدرات بين أفراد الأسَر, فإنها تحدُث الخلافات, و يمزِّق ترابط هذه الأسَر, فينعكس ذلك سلبًا على المجتمع والوطن.