للأسف الشديد إننا كثيرا ما نقرا في إعلامنا بكافة وسائله والتي لا أكاد أبالغ ان قلت لا يخلُ عدد منها من قراءة خبر او اكثر عن ظاهرة سلبية كالقبض على مروجي او متعاطي المخدرات او إحباط تهريبها او تهريب سلاح او ذخيره او جريمة بالتعدي على الغير بالسرقة او القتل , او التعدي على براءة الطفولة بالعنف والتحرش والاغتصاب والتعذيب الأسري او حتى التعدي على ( الذات) بالانتحار او محاولة الانتحار وغيرها من الظواهر السلبية . وللاسف الشديد ايضا إننا لم نتجاوز نشر هذه الاخبار وقراءتها الى ألان الى إخضاع ارتفاع معدل الجريمة الى دراسات معمقة من قبل جميع المؤسسات والهيئات والجهات المتخصصة والمعنية والمهتمة بدراسة وتحليل السلوك الاجتماعي للإفراد , بل حتى المَشاهد التي تدمي القلب من صور التعذيب للأبناء عامة وفي سن الطفولة البريئة من احد الأبوين ؛ في مشاهد تتنافى مع الفطرة الربانية التي زرعها الخالق بقلوب كل أب وأم تجاه اطفالم ؛ بل وحتى الاعتداء على (الذات) والتي تعود مباشرة الى اعتلال نفسي عند الفرد ,اتمنى ان نتجاوز , قليلا ونتساءل :ماهي الأسباب التي تقف خلف هذا الاعتلال النفسي ؟ الذي بدوره دفع بالبعض إلى الوصول الى حد إيذائهم لأنفسهم أوتعذيب آباء وأمهات لفلذات أكبادهم , ونتعدى ونناقش الامور التي تتحكم في توجيه السلوك , وان نبحث في دوافع اسباب الجريمة. لقد اثبت علماء النفس منذ الأزل الى ان اضطراب التكيف الذاتي والأسري للإفراد (ماديا) من اهم واقوى دوافع الاجرام والانحراف, وان الصراع الناتج عن الكبت والحرمان من اقوى دوافع ارتكاب الجريمة , فالإنسان تعتمد حياته على اشباع الكثير من الاحتياجات الاساسية واذا لم يستطع اشباع تلك الرغبات لم يستطع البقاء, لذا سيعمد الى اشباع تلك الرغبات باي وسيله واي نشاط شعوريا اولا شعوريا لضمان البقاء , كما أثبتت الدراسات النفسية والاجتماعية ان ارتفاع معدل الجريمة وتدني مستوى التاهيل العلمي والعملي يرتبط ارتباطا وثيقا بتدني المستوى المادي للافراد والاسر. أتمنى ان نطرح ذلك للدراسة والنقاش بكل وضوح وشفافية ونتعدى مرحلة إرجاع اسباب الجريمة الى الاعتلال النفسي للفرد ونشرع الى معرفة الاسباب التي تقف وراء هذا الاعتلال النفسي , وان نبحث عن دوافع واسباب الجرائم التي جعلت هذا ينتحر وذاك يغادر منزله لغير رجعة وأخر عنف أبناؤه وغيرها الكثير والكثير, انه بالفعل خطر نحن غافلون عنه وسبب نعزي إليه مشاكل لا يقرها عقل ولا تتقبلها الأنفس ,بأن نشخص أنه محض "اعتلال نفسي " ونسكت عنده , جدير بنا ان نعرف سبب هذا الاعتلال ,وهذا يقع على عاتقنا أفراد المجتمع عامة ويقع بصفة خاصة على المختصين من رجال الدين والقانون , والمعنيين بمكافحة الجريمة من الجهات الامنية والمختصين النفسانيين والمهتمين بالسلوك الاجتماعي وكل جهة لها ارتباط ولو بسيط بهذا الشأن من قريب او بعيد ؛ صدقوني الامر خطير ونحن عنه غافلون . محمد غالب الهجري مدرب دولي معتمد في الذكاءات التعددة من اكادمية ديبينو للتدريب التفكيري بفرنسا [email protected] 1