ما زالت روسيا وإيران الحليفتان للنظام السوري ترفضان حتى اللحظة فكرة إيواء بشار الأسد وعائلته، فيما يبدو وكأنهما لا ترغبان في حمل إرثه من الإجرام والوحشية. ومع التصلب الذي يبديه رئيس النظام السوري تجاه مطالبات شعبه بتنحيه عن سدة السلطة في البلاد، ومع فشل كافة المحاولات والحلول السياسية الديبلوماسية التي بذلت على كافة المستويات لحل الأزمة السورية، ومع التداعيات المتتالية لممارسات النظام ضد الشعب السوري بالإرهاب والقتل وسفك الدماء، التي كان آخرها القتل بالأسلحة الكيماوية ما أوجد أرضية خصبة لاستهداف النظام بضربة عسكرية ومعاقبته على استخدام السلاح الكيماوي ضد المدنيين الأبرياء العزل. وبما أن روسيا وقفت وما زالت تقف بكل قوة أمام أي تحرك دولي ضد النظام السوري، بل وتعلن في كل مناسبة مناصرتها لهذا النظام والوقوف إلى جانبه، فلماذا لا تراجع التفكير في مسألة استضافة الأسد بعد إقناعه بالتخلي عن السلطة وتبادر إلى عرض استضافته على أراضيها ما يعني انفراج هذه الأزمة، وإيقاف كافة التداعيات التي من الممكن أن تحدثها الضربة العسكرية ضد هذا البلد، بدلا من اقتراحها السابق ب«ضمان دولة لإيواء بشار الأسد على أن تتولى هي نقله وعائلته إلى تلك الدولة التي يقع عليها الاختيار؟». هذا المقترح في حال نفذته روسيا، فإنه سيحقق عددا من الأهداف من أهمها إيقاف هذا النزيف السوري وإيجاد بصيص حتى لو كان ضئيلا باتجاه الأمل في إنهاء هذه الأزمة، وضمان الحياة لرئيس النظام السوري - إن كانت روسيا مهتمة ببقائه على قيد الحياة - بدلا من أن يلقى جزاءه على يد شعبه بعد كل هؤلاء الضحايا على يده من قتل للسوريين ونسائهم وأطفالهم، وهذا التدمير الذي لحق ببلدهم، خصوصا أن من الواضح جليا أن كافة محاولات رئيس النظام السوري بالاحتفاظ بالسلطة باءت بالفشل، إذ لم تحدث ممارساته منذ العامين والنصف تقريبا غير المزيد من تمسك الشعب برحيله وإقصائه مهما كلفهم الأمر، ولم يعد له مكان في هذا البلد الذي عانى شعبه الأمرين، وبالتالي لا يمكن أن يظل بشار الأسد رئيسا، ولا يمكن أن يدخل في أية تسوية سياسية يتم التخطيط لها سواء كان ذلك قبل الضربة المتوقعة في أية لحظة أو بعدها.