سوريا الحبيبة تتعرّض إلى إبادة جماعية يشنّها بشار الأسد وأزلامه للتمسك بالسلطة، فهو لا يتورّع عن قتل الأطفال والشيوخ والثكالى، وقد أجمعت دول العالم على التنبؤ بسقوط الأسد عمّا قريب فلا ينبغي أن يقف العرب مكتوفي الأيدي إزاء ما يحدث في سوريا التي تتعرّض للإبادة بكافة الأسلحة، فقد قتل حتى تاريخه 7 آلاف مواطن. إن ما يدّعيه الأسد من إصلاحات في النظام ما هو إلا فصل من فصول المراوغة التي تستهدف بقاءه في السلطة. إن الدول العربية بكافة أنظمتها ومواقفها ترفض ما يجري في سوريا على اعتبار أنها قضية مأساوية تحل بشعب عربي. روسيا غيَّرت موقفها ولكنه غير كاف، إذ قال بوتن: (لدينا موقف مبدئي حول طريقة تسوية هذا النوع من النزاعات فلا نؤيِّد هذا الطرف أو ذاك)، مضيفاً «أنه لا علاقة خاصة بين روسياودمشق» وأن روسيا لا تعتزم الانحياز لجانب دون الآخر، كما قال: إن مصالح بلاده مع سوريا لا تزيد على مصالح بريطانيا أو غيرها من الدول الأوربية...) رغم أننا لا نثق بهذا الموقف. كيف نكفّكف الدموع على مرأى من قتل المرضى في المستشفيات بالدبابات والأسلحة الثقيلة. إن النظام السوري في سباق محموم من انتهاك قواته وانشقاقات في صفوف الجيش ونقص في الموارد بينما الأسد والرتب العسكرية الكبيرة تسعى إلى تثخين جيوبها بالأموال والتمسك بالسلطة. يجب على الدول العربية التحرّك لدعم سوريا بالسلاح، لأنه من الصعب تلقي ضربات الأسد لجيش حر أعزل، قال الأمير سعود الفيصل في معرض سؤال وجّه له (إن تسليح الثوار فكرة ممتازة). لقد قامت سوريا بمحاولة اختطاف «قائد الجيش الحر» العقيد المنشق رياض الأسد، وهي محاولة من عدة محاولات قام بها نظام الأسد لاختطاف المنشقين المعارضين. ألا نعتبر ذلك مؤشراً لحث الدول العربية أن تزوِّد الثوار بالسلاح للوقوف في وجه طاغية الشام. وفي مقابلة في مجلة اتلانتيك منثلي قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما: «تقديراتنا تشير إلى أن أيام الأسد محدودة ولم يعد الأمر يتعلّق ب(إذا) ولكن ب(متى) سيسقط نظام الأسد. من جانبه أعلن الرئيس الفرنسي ساركوزي إثر قمة للاتحاد الأوربي في بروكسل أن بلاده قرَّرت إغلاق سفارتها في دمشق للتنديد ب(فضيحة) القمع الذي يمارسه الأسد ضد شعبه، وصرح ساركوزي أمام الصحافيين «قرّرت مع وزير الخارجية إغلاق سفارتنا في سوريا، وأضاف أن المجلس (الأوربي) ندد بأشد العبارات بما يحصل في سوريا». الكل مستاء مما يحصل في سوريا من الرئيس الأسد الذي لا يرعوي عن ملاحقة وقتل العشرات، بل المئات والألوف من السوريين المعارضين له.