تباينت آراء الشباب حول الملابس المنتشرة في أوساطهم هذه الأيام، ففيما اعتبرها البعض منهم وسيلة للكشف عن مكنون الشخصية، وصفها آخرون بالهوس الذي يقود أصحابه إلى الظهور بشكل يخالف العادات والتقاليد ولا يقبله المجتمع المديني المحافظ. وما بين الهوس ومكنون الشخصية اعتبر بعض الشبان ارتداء ملابس الموضة نابعا من حرية شخصية غير قابلة للتدخل من الآخرين. عبدالعزيز الجهني يقول: «هناك نوعية من الملابس التي تخدش الحياء هي في الأساس تدل ضمنيا على وجود تفسخ في هوية مرتديها أو وجود اعتلال لديه»، مشيرا إلى أن بعض الملابس التي يرتديها الشبان في هذه الأيام يغلب عليها الطابع النسائي، فهي إما أن تكون ممزقة أو منزلقة تثير الاشمئزاز في النفوس السوية. واعتبر أن ارتداء الملابس الخادشة للحياء يرتبط بشكل مباشر مع القيم التربوية ومدى رقابة الأسر لأبنائهم، فلو قام رب الأسرة بدوره التوجيهي على أكمل وجه لما انحدر الشباب إلى هذا المستوى المنافي للقيم والأعراف والتقاليد الموجودة في مجتمعنا. واستغرب فايز السبيعي، وجود تشابه كبير بين الملابس النسائية والرجالية، الأمر الذي يرفع من درجة خطورة تلك الملابس على حد تعبيره، وقال: «المظهر الخارجي لبعض الملابس أصبح يخلط بين الرجل والمرأة، لأنه وبحسب من صممه مناسب لأن يرتديه الجنسان، مما يعني أن الرجولة والأنوثة بمفهومهما الحقيقيين باتا مهددين بسبب الأزياء الغريبة المنتشرة في أسواقنا المحلية». وأضاف: «إن المقيمين الأجانب لا يرتدون الملابس والأزياء التي تمثل هويتنا الحقيقية كالثياب والأشمغة، والغتر، والعقال، والطاقية بل ويأنفون من ذلك كونها لا تمثل هويتهم ولا يعتبرونها شيئا جميلا، في المقابل نجد بعض المندفعين من شبابنا يغطون الشوارع بملابس لا يمكن وصفها إلا بعبارة.. لا تعليق». وشدد ناصر القرشي على أهمية مراقبة محلات بيع الملابس الرجالية كونها أصبحت تغزو الأسواق المحلية بأزياء لا تمت للعادات والتقاليد بأي صلة. وقال: «لابد من إنقاذ المجتمع من «محاولات التغريب» التي تهدده عن طريق صنع مستهلكين لثقافات لا تمت لثقافتنا بصلة، بعد أن أصبح الشباب من الأدوات المحركة لصانع الملابس لإنتاج المزيد منها عن طريق شرائها باستمرار والبحث عن الجديد فيها». في المقابل قلل خالد الرويلي من خطورة الملابس على المجتمع في الوقت الراهن معتبرا أن ما يحدث حاليا مازال تحت السيطرة كونه يحدث في فئة سنية محدودة يمثل المراهقين الغالبية العظمى منه، وقال: «أعتقد أن الحملات التوعوية المتتالية في جميع القنوات الرسمية والتطوعية ستؤتي ثمارها تدريجيا مع أهمية ضرورة تجفيف السوق من بعض الملابس التي قد تكون فعلا مسيئة حتى تصبح محاربة أي ظاهرة شاذة أكثر قوة وحزما». بينما اتخذ عبدالخالق عبدالحفيظ رأيا مختلفا عن سابقيه، عندما أشار إلى أن ذلك يعد حرية شخصية خاصة وأن تلك الحرية لم يصل أذاها إلى الناس بحسب تعبيره.