لم تكد مطالبات أعضاء من مجلس الشورى بضرورة تمكين الشباب من الدخول إلى المراكز التجارية للتسوق تهدأ حتى أكد أحد المتنزهات شمال الرياض أن علاقة «الأماكن العامة» مع الشباب لا يزال يشوبها نوع من التوتر حيث لم يتردد في منعهم من الدخول ب«ملابس خادشة للحياء» حتى لو كانوا رفقة أسرهم ووضع لافتة كبيرة على مدخل توضح بعض الضوابط التي يجب الالتزام بها عند الدخول ومن أبرزها ارتداء الزي السعودي وعدم دخول الأسر كثيرة الشباب. وأكد صاحب المتنزه أن قرار منع دخول المتنزهين من مرتدي الملابس الدخيلة ك«طيحني» و«بابا سامحني» و«البرمودة» وغيرها لم يؤثر على عوائده المالية رغم تطبيقه منذ نحو شهرين. وأضاف أنهم يمنعون أيضا دخول الشباب الذين يشتبه بأنهم من مثيري الشغب «هذه الخطوة كانت ضرورية بعد ظهور تجاوزات سلوكية من بعض الشباب انعكست على ملابسهم الغريبة ومظاهرهم التي تتنافى مع الذوق والآداب، فقد وصلتنا العديد من الشكاوى من رواد المتنزه بضرورة منع هؤلاء الشباب من الدخول حتى لا يفسدوا عليهم نزهتهم». وأضاف أن المتنزه يحرص على احترام خصوصية العائلات، ففي أوقات العطل الأسبوعية والرسمية تغلق الأبواب مبكرا، نظرا إلى إقبال الأسر على الحجز المبكر فيما وظفت الإدارة مرشدين دينيين لضبط سلوك الشباب داخل المتنزه. ولفت إلى أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أرسلت بعد ذلك خطابا توجيهيا بضرورة منع دخول الشباب الذين يرتدون الملابس الخادشة للحياء. من جانب آخر، اعتبر عدد من المتنزهين أن الخطوة التي قام بها المتنزه تهدف إلى تهيئة الأجواء المناسبة للعائلات للتنزه. وذكر سامي المرشد أنه أصبح زبونا دائما للمتنزه بعد أن وفر بيئة مناسبة لهم، مشيرا إلى أن القرار قدم خدمة للشباب أيضا بمراجعة أنفسهم والتأكد من أن المجتمع لا يقبل منهم تلك السلوكيات. وأضاف محمد عبدالله أنه حضر مرتديا ملابس رياضية ولم يمنعه أحد من الدخول «من حق العائلات الاستمتاع بنزهتهم دون أن يروا مثل تلك الملابس الغريبة وأصحابها الذين هم أقرب إلى مضايقة العائلات». في الجانب الآخر، اعترض عدد من الشباب على القرار، وذكر كل من محمد الأحمد أن الأمر سلوك شخصي فالشباب لا يلبسون تلك الملابس أو يصنعون الكدش من أجل لفت أنظار الناس، بل من أجل أنفسهم. أما رامي فتساءل: لماذا يمنع دخول من يرتدي بنطال البرمودة فالأجواء حارة جدا وهذه الملابس مناسبة لها «ليس كل شاب يدخل المتنزه من أجل مضايقة العائلات». من جانب آخر، أكدت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على لسان الدكتور عبدالمحسن القفاري، أن الهيئة ليست مسؤولة عن دخول الشباب إلى المتنزهات، فالمسألة تخضع لاعتبارات ذاتية من أصحابها تقوم بموجبها بمخاطبة الحراسات الأمنية بمنع دخول الشباب «الهيئة تتدخل في بعض المواسم وأوقات الذروة في تحديد أوقات دخول الشباب، وفي بعض المجمعات النسائية، فيما عدا ذلك فإن المسألة تعود إلى أصحاب تلك الأماكن». وأضاف أن هناك العديد من الخطابات التي ترد إليهم من أصحاب المجمعات التجارية، تطلب حضور فرق من الهيئة لتهيئة الأجواء المناسبة للعائلات، وبناء على ذلك نتحرك. كما رحب مصدر مسؤول في رئاسة الهيئة بخطوة المتنزه وذكر أن هذا القرار يأتي متوافقا مع توجيهات وزارة الداخلية في معاقبة الشباب الذين يرتدون الملابس الخادشة للحياء .