يشهد سوق زي النساء الكردي التقليدي إقبالاً ملحوظاً، خصوصاً من الزائرين العرب، وخصوصاً في ما يتعلق بتجارة الملابس التقليدية الكردية التي يبدو أنها تعود مرغوبة بقوة. ويعزو تجار الأزياء الكردية التقليدية تزايد الطلب على الزي النسائي الكردي إلى بريقه وألوانه الزاهية، إضافة إلى تطعيمه بالإكسسوارات. وهو يتألف من العُصابة التي تغطي الرأس، ودشداشة داخلية وأخرى خارجية تصل إلى أخمص القدمين، وسترة مفتوحة مطرزة بالزهور، مع سروال وحزام ذهبي يُلفّ على الخصر لفّاً، ويعتقد كثيرون أن جمالية هذا الزي مرتبطة مباشرة بالطبيعة الخلابة التي تمتاز بها المناطق الكردية. وتغيرت تصاميم هذا الزي في شكل كبير ليتلاءم مع التطور ورغبة الزبائن. فالسترة كانت طويلة، ولطالما اعتبرت معوِّقة للحركة، وكانت كل «بدلة» تتألف من خمس قطع مع غطاء الرأس. لكن حجم السترة أصبح الآن أدنى من نصف حجمه السابق، والقطع باتت أقل. نصر الدين، صاحب محل لبيع الملابس النسائية التقليدية في سوق القيصرية القديم بأربيل، يشير إلى أن «الإقبال على هذا الزي يتراجع في فصل الشتاء، ويبلغ ذروته خلال مواسم الربيع، لا سيما مع اقتراب أعياد النوروز والمناسبات الأخرى كالأعياد الدينية والقومية. لكن هذا الوضع يتغير، والاهتمام بالزي يتزايد»... وقاطع حديث نصر الدين صوت امرأة تتحدث بالعربية، لتسأله عن سعر بدلة كردية للأطفال مزركشة، زاهية الألوان. أما السيدات اللواتي بلغن مرحلة متقدمة من العمر، فيفضلن ارتداء زي يغلب عليه الأسود أو الغوامق، إذ يسود اعتقاد أن الألوان الزاهية تنسجم مع العمر الشبابي، وهذا مرتبط بطبيعة التقاليد التي ما زالت تفرض نفسها. ويبدو أن هناك رغبة متزايدة بين العرب الوافدين من المحافظات العراقية إلى إقليم كردستان، في اقتناء الزي الكردي، خصوصاً النسائي، فضلاً عن السائحين العرب من الدول المجاورة وبعض الأوروبيين. وترتبط أسعار هذا الزي مباشرة بنوعية الأقمشة المستخدمة وأسعارها، علماً أن هذه تراوح بين 20 و70 دولاراً. أما الإقبال على الزي الرجالي فيبدو أقل، إذ تراجع متأثراً برغبة كثيرين في ارتداء ملابس عصرية قد تكون مريحة أكثر، ليقتصر الظهور بالزي الكردي التقليدي على المناسبات والأعياد، خصوصاً بين الشباب. ويقول الخياط عبد الباسط عبدالله إن «الإقبال على شراء الملابس الكردية الرجالية متوسط، ويكاد ينحصر في الأجانب، الذين يرتدونها غالباً لالتقاط صور تذكارية». أما العرب، بحسب عبد الله، فيبدون اهتماماً أكبر، مع أن هذا الاهتمام ينصبّ في شكل أكبر على الزي النسائي الذي يعتبر لافتاً للنظر وغريباً، خصوصاً إذا ما ارتدته السيدة خارج كردستان، فيبدو كأنه من توقيع أحد مصممي الأزياء الغربيين الذين يجنحون أحياناً إلى تطعيم تصاميمهم بنفحات شرقية تدلّ إلى مهارتهم في التطريز والابتكار وتمايز أزيائهم ب «صرعة» مختلفة عما هو دارج في أوروبا وأميركا... ناهيك بالألوان الحادة التي تضفي على إطلالة المرأة جاذبية فيها شيء من الإكزوتيكية، الأمر الذي لا يتوافر في الألبسة الرجالية. وفي المتوسط، تراوح أسعار الزي الرجالي بين 80 و150 دولاراً، إنما هناك نوع من القماش يغزل يدوياً من شعر الماعز، ويسمى بالكردية «كر» أو «مرز»، تتجاوز أسعار الزي المصنوع منه 500 دولار، كما أن الأسعار في منطقة زاخو قد تصل إلى 1500 دولار، نظراً إلى اختلاف التصاميم. والحال أن الزي الرجالي خضع لتطور العصر، كغيره من الأزياء. ويقول عبدالله إن الزي الكردي في أربعينات القرن الماضي كان يمتاز بسماكة أقمشته، لكن الآن وبحكم متغيرات العصر والرغبة في ارتداء لباس أخف، طرأت تعديلات كثيرة على التصاميم. ويتألف هذا الزي من قبعة دائرية يُلفّ حولها «شماخ» أحمر أو أسود، وسروال عريض مع سترة، وحزام من القماش يتجاوز طوله ثلاثة أمتار.