استبعد خبراء سياسيون لبنانيون في استطلاع ل «عكاظ» أي تأثير مباشر للضربة المحتملة ضد سورية على الواقع اللبناني، وشددوا بدورهم على ضرورة تشكيل حكومة لبنانية تستطيع حماية لبنان من أي ترددات سلبية قادمة من الجانب السوري. الخبير السياسي الدكتور عامر مشموشي رأى ل «عكاظ» أنه «لا تأثير مباشرا للضربة العسكرية الأمريكية المتوقعة على سورية على الوضع الداخلي اللبناني خاصة أن ثمة إجماعا وطنيا ظهر بعد تفجيري طرابلس والرويس على وجوب العمل الجماعي لتجنيب لبنان أي ارتدادات للأزمة السورية»، مشيرا إلى أن ما أعلنه رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان على «ضرورة تشكيل حكومة جامعة يحمي لبنان من التداعيات للضربة». وأضاف الدكتور مشموشي أن «الضربة الغربية والأمريكية المتوقعة للنظام السوري تريح الوضع الداخلي اللبنانبي وتعجل تشكيل حكومة لمواجهة التحديات»، مفيدا أن «هذا ما قد باشر به رئيس الجمهورية اللبنانية سليمان والرئيس المكلف تمام سلام بالاتصال مع الأطراف اللبنانية للتلاقي وإخراج لبنان من تداعيات الأزمة السورية». وكما نفى الدكتور مشموشي ل «عكاظ» وجود أي انعكاسات مباشرة على لبنان لأن «الجميع متفهم لهذه الضربة التي أصبحت في حكم الحتمية وأن حزب الله لن يتورط ويورط لبنان بحرب لبنانية ثانية مع إسرائيل من أجل الأسد خاصة أن هناك اتصالات أمريكية مع إيران لتحييدها عن المعركة وعدم تدخلها في حال تعرض النظام لضربة من أمريكا والدول الأوروبية مجتمعة». بدوره أشار مدير كلية الإعلام والتوثيق اللبنانية الدكتور إياد عبيد ل «عكاظ» أن حتما كل عمل في الداخل السوري يتأثر به لبنان تلقائيا وهذا ما شهدناه منذ بداية الأزمة السورية نظرا لارتباط لبنان جغرافيا بسورية وتعدد الآراء فيه»، مشيرا إلى أن «تأثير الضربة العسكرية المتوقعة على سورية على الوضع اللبناني متعلق بالتأثير على الواقع السوري، إذ ثمة فرضيات تطرح عن حجم الضربة ونوعها والأماكن التي ستقصفها وتأثيرها على القيادة والوضع السوري الأمني والاقتصادي وغيره»". وأضاف الدكتور عبيد أن «التأثير سياسي مرتبط بالتأثير الأمني في لبنان خاصة أن الأطراف اللبنانية متعددة الآراء أمام الوضع السوري ولكل منهم له تأثيره على الساحة». وفيما يتعلق بالتداعيات الضربة على لبنان قال الدكتور غبيد ل «عكاظ» أن الانقسام في لبنان واضح مما يصعب عملية تجنب التداعيات السلبية للضربة الأمريكية عليه نظرا لعدم انعزال عن المنطقة عن سورية. واعتبر الدكتور عبيد في ختام حديثه أنه لو طبقت سياسة النأي بالنفس لاستطعنا تجنب التداعيات إلا أن غياب الحكومة اللبنانية والعجز عن تأليف أخرى عجز يعيق تجنب أي ترددات قادمة من الجانب السوري على لبنان.