يزداد الطلب على المطابخ والمطاعم في الآونة الأخيرة في المدينةالمنورة بعدما شهد الكثير من الأهالي العزوف عن طبخ البيت، حيث يشير الشاب خالد المطيري إلى أنه لا يستطيع العودة من عمله ويتناول وجبة الغداء في فترة الاستراحة في عمله، لذلك فهو يقوم بشراء وجبتي الفطور والغداء يوميا من عدد من المطاعم، مشيرا إلى أن كثيرا من الشباب يفضلون تناول الطعام في المطاعم نظرا لعدم تفرغهم لتناوله من أهاليهم، أو أنهم يتناولونه مع بعضهم واختيار أحد أرصفة الشوارع لتناول الطعام عليها وخاصة في الإجازات، مشيرا إلى أنه خصص ميزانية مستقلة له. فيما يشير محمد أبو الخير إلى عزوف بعض الأهالي، إلا أن قليلا منهم يتناولون الطعام من طبخ البيت، وعن الأسباب أشار إلى كثيرا من الزوجات يردن الاستراحة من عناء شهر رمضان حيث كن في المطبخ لساعات لإعداد موائد الإفطار والسحور، واصفا بعضهن بالكسولات. إلا أنه أشار إلى أن بعضهن لا يجدن طبخ باقي المأكولات ولا يوجد تنوع في المأكولات حيث تعودن على أصناف معينة لا يخرجن عنها، رغم أن طبخ البيت فيه توفير لجزء كبير من الميزانية، وكذلك ضمان نظافة الأكل «لأننا لا نضمن المطاعم وخاصة بعدما سمعنا في العديد من الصحف عن حالات التسمم وخاصة في المأكولات السريعة وعدم التزام العاملين في مجال إعداد الطعام باشتراطات السلامة والنظافة وخاصة في مجال المأكولات السريعة». وأوضح محمد يوسف مدير أحد المطاعم بالمدينة إلى أن زبائنه أكثرهم من الزوار والعمال والذين يكونون مجبرين على الطعام الجاهز إلا أنه ازداد عدد طالبي الأطعمة في الآونة الأخيرة حيث يفضل العديد من أهالي المدينة شراء الطعام الجاهز، حيث يقول إنه يفضل الكثير من الأهالي ذلك، مشيرين إلى أنه يريد إراحة زوجته من الطبخ خاصة بعد شهر رمضان والذي أجهدت فيه بشكل كبير. وأشار إلى أن ازدياد الطلب على وجبة الأرز والدجاج والتي شهدت ارتفاعا في الأسعار حيث بلغت 24 ريالا للوجبة الواحدة فيما بلغت أنواع أخرى 26 ريالا حيث كانت في السابق 22 ريالا، مشيرا إلى أن ذلك بسبب ارتفاع أسعار الدجاج، مؤكدا أن بعض المطاعم رغم رفعها للأسعار قامت بالتحايل بشراء دجاج ذي 900 جرام، بينما كان في السابق 1000 جرام، مستغلين بذلك عدم انتباه المستهلكين وإقبالهم الشديد عليها، قائلا إن المطاعم لا تزال تلقى رواجا كبيرا وخاصة في الإجازات، حيث تكثر المناسبات وحفلات الزفاف والتي يكثر فيها الإقبال على هذه المطاعم والتي حققت أرباحا كبيرة خلال الفترة الماضية، مشيرا إلى أنه كان في السابق يقوم بإعداد قرابة 600 دجاجة يوميا إلا أن الطلب زاد إلى أكثر من ألف دجاجة يوميا. فيما ذكرت مصادر في أمانة المدينة أن البلديات الفرعية تعاني نقصا في أعداد المراقبين الصحيين بسبب زيادة أعداد المطاعم بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة نظرا للإقبال الكبير عليها، مشيرة إلى ذلك ربما سيفتح مجالا لحصول العديد من التجاوزات والمخالفات، ويشير المصدر إلى أن المراقب الواحد تبلغ عدد المطاعم التي يشرف عليها أكثر من 60 مطعما، وبالتالي ستصعب عملية الإشراف عليها حيث إن المراقبين من المفترض أن تكون لهم جولات يومية على كافة المطاعم إلا أن الوضع الحالي يجعل المراقبين يذهبون للمطاعم في كل أسبوع مرة. وأضاف أن عدد المراقبين قليل مقارنة بأعداد المطاعم، إذ لا تزيد أعدادهم عن 15 مراقبا في كل بلدية، بينما من المفترض أن لا يقل عددهم عن خمسين مراقبا. من جانبه حذر المهندس محمد سليهم مدير الأسواق في أمانة المدينةالمنورة من الشراء من المطاعم التي لا تهتم بوسائل السلامة والنظافة والتي لا تتقيد بأصول تقديم الطعام بشكل نظيف وصحي، مضيفا أن الأمانة قد ضبطت عددا من هذه المطاعم في الفترة الماضية وتم اتخاذ الإجراءات المتبعة بحقها والتي تضمن عدم تكرار هذه المخالفات.