تشهد مطابخ الأكلات الشعبية المندي والمظبي، في مختلف مناطق المملكة حالة من الانتعاش والرواج، إذ لجأ الكثير من الاهالي إلى المطاعم الشعبية، وعمل المشويات، لا سيما وأن البعض منهم اختار قضاء الأوقات خارج المنزل. ففي محافظة المخواة يتنافس أكثر من 50 مطبخًا في استقبال الزوار من أهالي مرتفعات الباحة، ومحافظاتها في قطاع السراة والبادية لتناول وجبات المندي والمظبي في إجازة عيد الأضحى. وتشهد المطاعم والاستراحات بتهامة الباحة إقبالا على الوجبات الشعبية التي تشتهر بها كالمظبي والحنيذ والمضغوط والمشويات المختلفة، وذلك لاستقبال ضيوفها من مختلف مناطق الباحة. وأشار محمد «صاحب مطابخ»إلى أن الحجز لمثل هذه الوجبات يكون في وقت مبكر، وذلك قبل الموعد بثلاث ساعات على الأقل؛ نظرًا للزحام الشديد على الطلب. وأوضح أحد أصحاب محال المندي والمظبي بأنه يذبح يوميًّا في الوقت الحالي حتى «أمس» أكثر من 45 رأسًا من التيوس لإعداد وجبات المندي في فترة العشاء، وذلك نظرًا لإقبال الزوّار من الباحة وخارجها إلى المحافظة، والاستمتاع بالأجواء الدافئة في تهامة الباحة، وقال: «أغلب الزبائن يقبلون على المظبي بالدرجة الأولى ثم المندي». وأضاف: «إن أسعار اللحوم ارتفعت هذا العام، نظرًا لارتفاع أسعار المواشي، فأغلب المطاعم رفعت أسعارها مقارنة بالعام الماضي، إذ إن سعر طبخ وإعداد التيس الواحد حاليًّا يصل إلى أكثر من 700 ريال، أمّا سعر الدجاج فهو 26 ريالاً». ويقول خالد الزهراني: «أتاحت برودة أجواء جبال السراة في منطقة الباحة وكذلك إجازة العيد الذي جعل الكثير من الأهالي يضطر للهروب إليها، وتحديدًا إلى محافظتي المخواة وقلوة». وفي الطائف تشهد المطابخ توافد أعداد كبيرة من المواطنين وبشكل لافت، الأمر الذي اضطر معه البعض إلى تأجيل الذبح، وأوضح هشام السيد -المسؤول في أحد المطابخ عن استقبال ذبائح العيد- يقول: «إن أيام الأعياد تشهد ازدحامًا شديدًا من قبل الأهالي والمقيمين بالنسبة للطبخ وإعداد الوليمة حيث يتم الذبح في المطبخ لدينا ونقوم بطبخها على حسب رغبة صاحبها وأكثر الطبخ مندي أو بخاري». من جهته يقول سلطان الحارثي: «إن الأعياد أيام فضيلة وفيها ألفة والتقاء بالإخوان والأصدقاء ونحن مستأجرون استراحة وكل يوم نقوم بوجبة عشاء، وأحيانا نجتمع من بعد العصر والبعض يبات في الاستراحة ويشترك كل اثنين في عشاء أو غداء مع العلم أننا واجهنا مشكلة في الطبخ من كثرة الزحام». أما محمد الغامدي فيقول: «نحن في موسم أعياد وإجازة وتلك الفترة من العام تشهد إقامة العديد من حفلات الزواج، وهذا بدوره يحدث زحامًا في المطابخ، خاصة المطابخ ذات السمعة الطيبة والتي تقدم أفضل طريقة في إعداد الوجبات». وعن الأسعار قال: «أعتقد أنها مناسبة فليس هناك تغير ولكن بعض المطابخ تعتمد على نوعيات غير جيدة من الأرز وهذا من أسباب انخفاض أسعارها»، وأضاف: «أسعار مكونات المطبخ في إعداد الوجبات لها دور كبير في تحديد سعر الذبيحة». و أكد مساعد الزهراني «طباخ» «في بداية العيد تصل أعداد الذبائح إلى 150 رأسًا يوميًا، ما بين غداء وعشاء، وأغلبها مفطح وبخاري والسليق، أما المندي فهو قليل»، مشيرًا إلى أن الأخير يحتاج جهدًا ومواصفات خاصة، إذ أن له طرق إعداد مختلفة تمامًا. ويقول محمد الغامدي «مشرف في أحد المطابخ» إن الذين يفضلون الذبح في المطابخ هم من المواطنين والمقيمين الذين يبتعدون عن ازدحام المسالخ، التي تشهد ازدحامًا كبيرًا خلال أيام عيد الأضحى والذين يرغبون في طبخها لدينا إضافة لرغبتهم في الانتهاء من ذبح أضاحيهم في وقت مبكرمن غير الخدمات التي نقدمها، وأوضح العتيبي: «إن الإقبال على ذبح الأضاحي في مطبخه يعد هذا العام أقل ب15 في المائة مقارنة بالعام الماضي، متوقعًا أن سبب ذلك يعود إلى ارتفاع أسعار المواشي». المواطن أحمد حسني يقول:»أفضل ذبح الأضحية في المطبخ لما تقدمه من خدمات، وتوفير للوقت في البحث عن جزارين، وتسهيل مهمة الكثير ممن لا يفضلون الاصطفاف أمام المسالخ الحكومية، مشيرًا إلى أن هذه المطابخ المسموح لها بالذبح وفرت عليه الجهد والعناء».