تشهد مطابخ الأكلات الشعبية المندي والمظبي، في مختلف مناطق المملكة حالة من الانتعاش والرواج، إذ لجأ الكثير من الاهالي إلى المطاعم الشعبية، وعمل المشويات، لا سيما وأن البعض منهم اختار قضاء الأوقات خارج المنزل. ففي محافظة المخواة يتنافس أكثر من 30 مطبخا في استقبال الزوار من اهالي مرتفعات الباحة، ومحافظاتها في قطاع السراة والبادية لتناول وجبات المندي والمظبي في إجازة عيد الأضحى. وتشهد المطاعم والاستراحات بتهامة الباحة اقبالا على الوجبات الشعبية التي تشتهر بها كالمظبي والحنيذ والمضغوط والمشويات المختلفة، وذلك لاستقبال ضيوفها من مختلف مناطق الباحة. وأشار محمد العمري «صاحب مطابخ»إلى أن الحجز لمثل هذه الوجبات يكون في وقت مبكر، وذلك قبل الموعد بثلاث ساعات على الأقل؛ نظرًا للزحام الشديد على الطلب. وأوضح أحد أصحاب محال المندي والمظبي بأنه يذبح يوميًّا في الوقت الحالي حتى «امس» أكثر من 45 رأسًا من التيوس لإعداد وجبات المندي في فترة العشاء، وذلك نظرًا لإقبال الزوّار من الباحة وخارجها إلى المحافظة، والاستمتاع بالأجواء الدافئة في تهامة الباحة، وقال: أغلب الزبائن يقبلون على المظبي بالدرجة الأولى ثم المندي. ويقول محمد العمري “صاحب مطعم”: إن أسعار اللحوم ارتفعت هذا العام، نظرًا لارتفاع أسعار المواشي، فأغلب المطاعم رفعت أسعارها مقارنة بالعام الماضي، إذ إن سعر طبخ وإعداد التيس الواحد حاليًّا يصل إلى 700 ريال، أمّا سعر الدجاج فهو 15ريالاً. ويقول خالد الزهراني لقد أتاحت برودة أجواء جبال السراة في منطقة الباحة وكذلك اجازة العيد الذي جعل الكثير من الأهالي يضطر للهروب إليها، وتحديداً إلى محافظتي المخواة وقلوة. وفي الطائف تشهد المطابخ توافد أعداد كبيرة من المواطنين وبشكل لافت، الأمر الذي اضطر معه البعض إلى تأجيل الذبح، وأوضح المسؤول في أحد المطابخ عن استقبال ذبائح العيد هشام السيد: أن أيام الاعياد تشهد ازدحامًا شديدًا من قبل الأهالي والمقيمين بالنسبة للطبخ وإعداد الوليمة حيث يتم الذبح في المطبخ لدينا ونقوم بطبخها على حسب رغبة صاحبها واكثر الطبخ مندي او بخاري. من جهته يقول سلطان احمد الحارثي ان الأعياد أيام فضيلة وفيها ألفة والتقاء بالاخوان والاصدقاء ونحن مستأجرون استراحة وكل يوم نقوم بوجبة عشاء، واحيانا نجتمع من بعد العصر والبعض يبات في الاستراحة ويشترك كل اثنين في عشاء او غداء مع العلم اننا واجهنا مشكلة في الطبخ من كثرة الزحام. أما محمد الغامدي فيقول: نحن في موسم أعياد وإجازة وتلك الفترة من العام تشهد إقامة العديد من حفلات الزواج، وهذا بدوره يحدث زحاما في المطابخ، خاصة المطابخ ذات السمعة الطيبة والتي تقدم أفضل طريقة في إعداد الوجبات. وعن الأسعار قال:اعتقد أنها مناسبة فليس هناك تغير ولكن بعض المطابخ تعتمد على نوعيات غير جيدة من الأرز وهذا من أسباب انخفاض أسعارها، وأضاف: أسعار مكونات المطبخ في إعداد الوجبات لها دور كبير في تحديد سعر الذبيحة. و أكد سمير أحمد «طباخ» في بداية العيد تصل أعداد الذبائح إلى 150 رأسًا يوميًا، ما بين غداء وعشاء، واغلبها مفطح وبخاري والسليق، أما المندي فهو قليل، مشيرًا إلى أن الأخير يحتاج جهدًا ومواصفات خاصة، إذ أن له طرق إعداد مختلفة تمامًا. ويقول محمد العتيبي «مشرف في أحد المطابخ» إن الذين يفضلون الذبح في المطابخ هم من المواطنين والمقيمين الذين يبتعدون عن ازدحام المسالخ، التي تشهد ازدحاما كبيرا خلال أيام عيد الأضحى والذين يرغبون في طبخها لدينا إضافة لرغبتهم في الانتهاء من ذبح أضاحيهم في وقت مبكرمن غير الخدمات التي نقدمها، وأوضح العتيبي: أن الإقبال على ذبح الأضاحي في مطبخه يعد هذا العام أقل ب15 في المائة مقارنة بالعام الماضي، متوقعاً أن سبب ذلك يعود إلى ارتفاع أسعار المواشي. المواطن احمد عسيري يقول : افضل ذبح الاضحية في المطبخ لما تقدمه من خدمات، وتوفير للوقت في البحث عن جزارين، وتسهيل مهمة الكثير ممن لا يفضلون الاصطفاف أمام المسالخ الحكومية، مشيراً إلى أن هذه المطابخ المسموح لها بالذبح وفرت عليه الجهد والعناء.