تتنوع المائدة وتتعدد أصنافها وأشكالها وألوانها، هذه من الضرورات عند البعض، حيث يرون أن امتداد المائدة بكل ما لذ وطاب أمر لازم ومهم ولا غنى عنه، بل بات من ثقافة بعض الأسر التي لا ترضى بالسفرة المحدودة. هذا الأمر شكل عبئا إضافيا للمرأة العاملة، لذا عمدت بعض السيدات إلى ما يسمى ب«الفرزنة»، إذ تقوم بعض السيدات بتجميد الأطعمة بعد إعدادها بصورة نهائية أو طهوها «نصف استواء»، بحيث لا يأخذ إعدادها بعد الفرزنة غير دقائق ولحظات قليلة، كما هي في الفطائر والمعجنات، حيث تعلب وتغطى لتكون جاهزة للقلي أو وضعها مباشرة في الفرن. إقبال كبير الإقبال على هذا النوع زاد في نشاط سوق الفرزنة وكثر الإعلان عنها وتشتد المنافسة بين السيدات اللائي يقمن بعملها وتجويدها. (عكاظ) التقت بعض العاملات في هذا المجال والمستفيدات أيضا كما التقت أيضا بخبراء التغذية لمعرفة مدى صحة هذه الطريقة فتقول أم محمد: جربت فرزنة الطعام وارتحت لها كثيرا، خصوصا أنني موظفة بمستشفى وأتأخر في الخروج، لكن الفرزنة اختصرت علي الوقت والجهد ما يساعدني على إعداد مائدة متكاملة في أقصر وقت. الفرزنة هي الحل سلمى الثنيان موظفة في بنك تقول: أنا حامل في شهري التاسع ومع الدوام والحمل أواجه معاناة كبيرة لأن زوجي يعشق المائدة العامرة من حيث التشكيلات والأصناف، فكانت الفرزنة هي الحل الأمثل والأسرع، ومع ذلك أنصح السيدات أن يخترن صاحبات العمل الجيد المشهود لهن بالنظافة وجودة الطعام، فعالم الفرزنة سوق فيه الجيد والرديء مثله مثل المطاعم. وتنصح عواطف فلنبان النساء العاملات والموظفات بالتأكد ممن تبتاع منهم الطعام، وتقول إنها على الصعيد الشخصي وقعت في خطأ جسيم عندما تعاملت مع متخصصة في الفرزنة واكتشفت في الوقت الضائع أن صنعتها غير جيدة وأن طعامها سيئ لأبعد الحدود. وأكدت فلنبان علي ضرورة أن تكون البائعة مجربة من أكثر من واحدة وتضيف قائلة: الفرزنة هدية من السماء، فالدوام يجعلنا في سباق مع الزمن ما يصعب علينا معه إعداد الطعام وإن رغبت السيدة أن تنوع مائدتها وتشكلها فالفرزنة هي الحل. 10 سنوات أم سلطان سيدة امتهنت عملية بيع الطعام من المنزل وتقول إنها تحافظ على اشتراطات النظافة في ما تعده من أطعمة حتى تحظى بسمعة جيدة وهو ما حصلت عليه من ثقة لدى الزبونات فعلا فهي تعمل في هذا المجال قرابة العشر سنوات وكما تقول (لا تلحق على الطلبات) التي تنهال عليها طوال العام خاصة من السيدات العاملات لما يعانينه من ضيق الوقت في إعداد الطعام. وتضيف: إن أكثر الطلبات تأتي على المعجنات والسنبوسة وورق العنب، كما أن هناك طلبات على الوجبات الشعبية مثل المرقوق والجريش والقرصان. أم تركي أم تركي هي أيضا من العاملات في هذا المجال وتقوم بفرزنة الطعام في المنزل وترى أنها عملية صحية وسليمة من الناحية الغذائية وتقول: أنا أخصائية تغذية تخرجت في جامعة الملك سعود ولم أوفق في العثور على وظيفة فسخرت خبرتي في التغذية للاستفادة منها في مشروعي الذي أطلقته من المنزل، حيث جمعت بين جودة الطعام وصحته فأنا أطبق كل ما هو صحي في إعداد الوجبات التي أقوم ببيعها، فكان الإقبال عليها كبيرا بسبب السمعة الطيبة لما أعده. وقالت أم تركي: إن الإقبال على الأطعمة المفرزنة بأنواعها كبير وخاصة من النساء العاملات، حيث يعمدن إلى حجز الطلبات أسبوعيا. 20 درجة تحت الصفر في المقابل تحدثت ل(عكاظ) أخصائية علم الغذاء المحاضرة في جامعة الملك عبدالعزيز إيمان محمد نور بن صادق البكري عن الجانب الصحي في عملية الفرزنة فقالت: تعتبر عملية تجميد الأغذية من أحسن عمليات حفظ الأغذية ويجب أن تصل درجة الحرارة أثناء التجميد إلى 20 درجة حتى تمنع نمو الكائنات الدقيقة أو تقضي على معظمها. ومن مميزات عملية الحفظ بالتجميد أن الأغذية تحتفظ بأكبر قدر من اللون والطعم والقوام والقيمة الغذائية، كما أن الأغذية المجمدة سريعة الاستعمال فلا يضيع الوقت في إعدادها. الطريقة المثلى وعن الطريقة المثلى التي يجب أن تتبع في عملية الفرزنة قالت البكري: يجب عند استخدام الأغذية المجمدة أن تبقى الأغذية المجمدة على حالتها لحين طهيها حتى لا تفقد نسبة عالية من الفيتامينات وإن كانت الأغذية تفقد نسبة من الفيتامينات أثناء عملية الإعداد. ولسلامة الغذاء يجب مراعاة عدة نقاط، مثل توفر شروط النظافة والسلامة الغذائية أثناء عملية إعداد الطعام وتجهيزه مثل استخدام مياه نقية في تجهيز الخضار وإعداد العجين. وتنصح البكري بعدم ترك الأطعمة معرضة للذباب والميكروبات وفي ظروف غير ملائمة في الحرارة والبرودة وبصفة خاصة الأطعمة سريعة التلف مثل الأطعمة المحتوية على الحليب واللبن والبيض واللحوم والعجائن عامة. ومن الشروط ضمان خلو الأغذية من البكتيريا الملوثة للغذاء. والحرص على التأكد من سلامة القائمين على إعداد الطعام لتجنب العدوى بالأمراض الفيروسية مثل الكبد الوبائي وأمراض الدوسنتاريا الأميبية، كما يجب حفظ الأطعمة المفرزنة بدرجات حرارة منخفضة جدا في الفريزرات الخاصة وليس بفريزر الثلاجة. ويجب استخراج الطعام بالكميات الكافية لضمان عدم تعرضه لدرجة حرارة عالية ثم إعادة تجميده.