بوسعهن الآن اغتنام ساعات نهار رمضان في التفرغ لقراءة القرآن والذكر ومتابعة البرامج الدينية، بعدما ألقين من على كواهلهن عناء الساعات الطوال التي كن يمضينها أمام الأفران في المطابخ. فقط يحتاج الأمر إلى بذل بعض الجهد قبيل رمضان في تجميد (تجميد) الأطعمة من معجنات وغيرها مسبقاً. تقول أم يزيد، ربة منزل متقاعدة: «اعتدت أن أجهز الأساسيات كالسمبوسة، وورق العنب، والكبة، والمعجنات، وبعض الخضراوات بحشوها ثم تغليفها وتجميدها، فنجتمع أنا وأخواتي كل عام في منتصف شعبان بعد أن نقوم بتوزيع شراء الحاجات الأساسية ثم نبدأ التغليف والتجميد» وترى أم يزيد أن هذه الطريقة اختصرت عليها الشيء الكثير «فأتفرغ خلال شهر رمضان للعبادات، كما أنها تساعدني عند حضور ضيوف لمنزلي، فكل ما أفعله هو إخراج ما أحتاجه وقليه دون عناء الحشو واللف». مشروع منزلي وفي الوقت الذي تشعر فيه ربات بيوت بالضجر من عناء تلك المهمة، ولاسيما الموظفات لضيق وقتهن، وجدت أخريات لديهن طاقة للقيام بها لأنفسهن ونيابة عن الأخريات بهذه المهمة، متخذات من تجميد الأطعمة مشروعاً منزلياً، يستثمرن فيه وقتهن. هكذا وجدت زهور الشهري (موظفة) سبيلها إلى أبسط الطرق وأيسرها للتخلص من عناء الطبخ خلال شهر رمضان. تقول: «استغللت فرصة ذهاب زوجي للعمل وأخبرته بأنني أريد شراء بعض الأشياء من السوق، كل ما فعلته أنني تعاملت مع إحدى السيدات اللاتي يقمن بتجميد الأطعمة، وبالفعل أوصلت لي الكمية المتفق عليها . وعندما عاد زوجي للمنزل تفاجأ بالكمية الموجودة في الفريزر وسألني: كيف استطعت إنهاء هذه الكمية في وقت محدود؟.. فأجبته بابتسامة: خبرة.. خبرة». فيما اتخذت (أم ريما) من موقعي شبكتي التواصل الاجتماعي (تويتر) و(فيس بوك) وسائط للتواصل مع المجتمع النسائي لعرض مفرزَناتها اللذيذة التي تتميز بالنظافة وحسن الإعداد، بسعر معقول، مع سرعة التوصيل». ثقافة جديدة وأشاد الناشط الاقتصادي فيصل البوعينين بتوجه كثير من السيدات إلى الإنتاج من داخل المنزل قائلا: «أتمنى أن تنقطع علاقة المواطن السعودي بالمطاعم وأن تبدأ الأسر المنتجة إقناع المواطن بالغذاء الذي تقدمه». وأضاف:»أصبح هناك وعي كبير من قبل الناس تجاه الأسر المنتجة مشيدا بدور منطقة القصيم خاصة في دعمها للأسر المنتجة وما تقدمه جمعية (حرفة) بفتحها خطوطا لإنتاج هذه الأسر حتى تعتمد على نفسها في توفير الإيرادات المالية لها». وأكد البوعينين للجزيرة «أن معظم المشروعات الضخمة التي نراها خاصة في مجال الأغذية بدأت من المنزل ومن ثم أصبحت أسرا منتجة حتى وصلت إلى ماركات عالمية منتشرة في أنحاء العالم». ونصح البوعينين الأسر المنتجة بضرورة تأبين ثقافة المجتمع الاستهلاكية والتوجه إلى الإنتاجية بمساعدة الأبناء على العمل منذ الصغر وتعويدهم على الإنتاج. مشيرا إلى أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة هي التي تشكل 90% من اقتصاديات الدول وتساهم إسهاما كبيرا في الناتج الإجمالي، «بينما في المملكة المعادلة مقلوبة لأن الشركات الكبرى هي المسيطرة على السوق ولا مجال للمشروعات الصغيرة». الطريقة الصحيحة وأقرت إخصائية التغذية وجدان حسين قطب عملية التجميد لحفظ الأطعمة موضحة أن الصحيح هو لفظ (تجميد) وليس (تفريز). وأضافت: «يزيل التجميد الحرارة من الأغذية باستخدام درجات حرارة منخفضة ويبطِّئ من نمو الكائنات الحية الدقيقة، كما يوقف تمامًا التدهور أو التكسير في العناصر الغذائية، لذا هو أسلوب صحي، وتعد الخضراوات من بين أهم الأغذية التي يتم حفظُها بالتجميد، ومن الأغذية الأخرى التي يتم حفظها بالتجميد اللحم والسمك والدواجن والعصائر». وعن احتمال وجود مخاطر للتجميد قالت قطب: «قد لا يكون التجميد بشكل صحيح ومنظم، لذا يجب الحرص على النظافة ومراعاة الطرق الصحيحة، إذ يلزم تنظيف المواد الغذائية وتقشيرها أو إعدادها بإحدى صور الإعداد قبل تجميدها». وعن الطرق السليمة لتجميد المأكولات قالت: «معظم الأغذية، نظرًا لاحتوائها على نسبة مرتفعة من الماء تجمد على درجات حرارة تتراوح ما بين صفر و-18°م، أما الخضراوات فيلزم سلقها قبل تجميدها، إذ تمنع عملية السلق الإنزيمات التي لا يتم قتلها أثناء التجميد من تغيير طعم الخضراوات. ولتجميد الأعشاب الطازجة تغسل وتجفف وتربط في حزم صغيرة وتوضع في أكياس من النايلون ثم تسد أو تغلق بإحكام». وأضافت قطب: «ولتجميد شرائح لحم العجل أو الضأن أو قطع الهامبرجر تلف كل قطعة بالورق المشمع الخاص باللحم أو بورق الألمنيوم، والمدة المطلوبة لتذويب كل قطعة مجلدة هي ساعة أو ساعتين، أما قطع اللحم الكبيرة النيئة المجلدة فتحتاج إلى 24 ساعة في القسم السفلي من الثلاجة لتذوب أما إذا جمدت الدواجن وهي صحيحة فيجب أن تفرغ قبل ذلك ولا يحشى الطير قبل التجميد».