أكد عدد من رجال الساسة والخبراء الأوروبيين أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز يسعى دوما لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة العربية ومن ثم فإن تصريحاته الخاصة بدعم مصر ضد الإرهاب والضلال والفتنة لم تكن غريبة على المجتمع الدولي بل إنها جاءت لتؤكد على ثوابت السياسة السعودية ورفضها التام للإرهاب بجميع أشكاله.. وفي نفس الإطار أعرب الخبراء عن قلقهم من الأحداث الدامية الجارية في مصر مشددين على أن مصر دولة محورية في المنطقة وأن الحل ينطوي على جلوس جميع الأطراف حول المائدة المستديرة للخروج من الأزمة الراهنة.. وفي الوقت الذي اتفق فيه الخبراء على أن الحدث المصري بحاجة إلى تعاون الشركاء لصالح مصر اختلف الاتحاد الأوروبي في كيفية طرح الأحداث المصرية بطريقة تكون بعيدة عن دعم أحد الأطراف عن الطرف الآخر. وفي هذا الصدد أشارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون في تصريحات ل «عكاظ» أن الأوروبي يقدر دور الملك عبدالله بن عبدالعزيز ويعتبر المملكة دولة رائدة في المنطقة وحريصة على تفعيل سياسات الأمن والأستقرار ما يجعل الجانب الأوروبي يراقب باهتمام الموقف السعودي في الأحداث المصرية وشددت في نفس الإطار على أن الأوروبي ينبذ العنف والأرهاب والتطرف، موضحة أن اجتماعا لاحقا لوزراء خارجية الأوروبي سيعقد بعد أيام في بروكسل للتشاور حول الوضع المصري والأخذ في الاعتبار تصريحات الملك عبد الله بن عبدالعزيز الأخيرة. ورأى عضو البرلمان الأوروبي للاتحاد المسيحي الديمقراطي المار بروك ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز تحدث عن واقع الأمر في مصر وأن المخاوف من تصعيد الموقف المصري سيكون له تأثير سلبي على المنطقة التي تمر حاليا بأوضاع خطيرة ومقلقة، وقال في تصريحاته ل «عكاظ» إن الموقف الأوروبي متفاوت فيما يرى آخرون أن الحل في الحوار علما بأن المخاوف تنطوي من أن تندلع الأحداث إلى حرب أهلية. واعتبر في نفس الوقت أن الدعم السعودي هام جدا للخروج بمصر من الأزمة الراهنة. وفيما يخص تصريحات الخبراء فقد أكد ل «عكاظ» الخبير في شؤون الشرق الأوسط وشؤون مصر بالمعهد الألماني للعلاقات الدولية والأمنية في برلين الدكتور ستيفان كرول أنه ليس من المستغرب أن يؤكد خادم الحرمين الشريفين على موقفه الداعم لمصر وهو الذي ينادي دائما بنبذ الإرهاب والفتنة بوجه عام وقال في تصريحات ل «عكاظ» إن المخرج من الأحداث الجارية يمكن أن يتحقق عبر الحوار وعبر وساطة سعودية خليجية تسعى لضم جميع الأطراف في هذا الحوار.. ورأى أنه من الضروري أن تلتفت جماعة الإخوان المسلمين عن أفكار السلطة المطلقة وتتعاون للحل السلمي لعدم تعريض البلاد لحرب أهلية في الوقت الذي تحفظ فيه عن مصطلح الحرب الأهلية لرؤيته في أن البلاد لديها جيش وشرطة منتظمة، مشيرا إلى أن الساحة معرضة للراديكالية وهو ما حذر منه الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كلمته بحسب قوله. وأشار إلى أن الراديكالية مرت بمصر في التسعينات وأنه لا يتوقع تفاقم الوضع كما يحدث اليوم في سوريا. وعن كيفية حماية مصر ضد الإرهاب والفتن قال كرول إنه يتوقع دعما كبيرا من المملكة العربية السعودية ومن دول الخليج وهو ما فهمه من كلمة المليك التي أهاب فيها برجال مصر والأمتين العربية والأسلامية وأشار ل «عكاظ» أن تصريحات الملك عبدالله بن عبدالعزيز كانت واضحة من خلال التأكيد على موقف المملكة الداعم لمصر والذي يندد بكل محاولات زعزعة الدولة المصرية التي لها دور لا يمكن الاستهانة به في تاريخ الأمة الإسلامية. وبالطبع هنا في الغرب نتابع تصريحات الملك عبدالله بن عبدالعزيز باهتمام لما يتمتع به من مصداقية واحترام ونعتبرها في نفس الوقت مؤشرا لمسار الأحداث في المنطقة وهو بالطبع مؤشر ينم على أهمية دعم الاستقرار والأمن في المنطقة العربية.