اعتبر خبراء ومحللون أن كلمة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أمس حول الأحداث الجارية في مصر وتشديده على «الوقوف مع القاهرة ضد الإرهاب» جاءت في توقيتٍ مناسب، ورأوا، في حديثهم ل «الشرق»، أن هذا الموقف يُعد امتداداً لمواقف سعودية سابقة تجاه مصر، كما توقَّع أحدهم أن يؤدي ذلك إلى مراجعة الغرب مواقفهم، مما يجري في مصر. حمود الزيادي العتيبي وأكد المحلل السياسي، حمود الزيادي العتيبي، أن كلمة خادم الحرمين الشريفين أمس حول أحداث مصر أتت في توقيتٍ مناسب. وانتقد العتيبي ما سماه رعاية بعض الدول الغربية للإرهاب في مصر، وهو ما انعكس في مواقف أوروبية وأمريكية ضاغطة على الحكومة المصرية المؤقتة. وأرجع موقف المملكة إلى اهتمامها بالأمن القومي المصري، لما له من تأثير على الأمن القومي العربي. وتابع «المملكة علقت في التوقيت المناسب، لأن عدم تعليق الدول الغربية على ما يجري في مصر يشير إلى رضاها عنه». ونبّه العتيبي إلى أن المملكة لن تترك مصر وحيدة في هذا الظرف، ووصف كلمة الملك عبدالله أمس بأنها موقف قوي وحاسم من دولة ذات ثقل إقليمي، متوقعاً أن يراجع الأوروبيون والأمريكيون موقفهم بعد هذه الكلمة. من جانبه، رأى المحلل السياسي، الدكتور أنور عشقي، في كلمة الملك عبدالله أمس تأكيداً على موقف المملكة الدائم ومفاده نشر الأمن ونبذ العنف من خلال المواقف الإنسانية. وأشار إلى أن الكلمة التي ألقاها الملك عبدالله تدل على الدور الكبير الذي تلعبه المملكة في المنطقة، فيما يتعلق بالحفاظ على مصالح الدول العربية والإسلامية، مبيِّناً أن الكلمة ستساهم في تهدئة الأوضاع في مصر كما أنها تُعد رسالة في نفس الوقت لجماعة الإخوان وجماعات الشغب بأن يعودوا إلى رشدهم وينخرطوا في المجتمع بدلاً من سفك دماء الأبرياء من المواطنين. علي التواتي بدوره، اعتبر الخبير الاستراتيجي، الدكتور علي التواتي، أن كلمة الملك عبدالله ليست غريبة وليست مفاجئة، مشيراً إلى أن للمملكة مواقف إيجابية تجاه مصر منذ سنوات. وقال «ما يهمنا في الوقت الحالي ممن يحكم القاهرة أن يدرك قيمة التحالف السعودي المصري التاريخي، لابد أن يثمنوا هذه المواقف وستساندهم المملكة بكل ما تستطيع لتحقيق أمن المنطقة وضمان استتباب الأمن في مصر».وانتقد التواتي جماعة الإخوان المسلمين، وقال إنها انشغلت طوال السنوات الماضية بالوصول للرئاسة ثم أفسدتها من خلال تلقي الدعم من التنظيم الدولي للإخوان متناسية حقوق الشعب المصري الحر. وشدد على أن كلمة الملك عبدالله أتت في الوقت المناسب في ظل تخوف بعض الدول من إدانة ما يجري في مصر من إرهاب، مشيداً بموقف الأردن الذي دعم خيارات الشعب المصري. تجمع لأنصار محمد مرسي في وسط القاهرة (إ ب أ) اشتباكات أمس بين أنصار محمد مرسي والشرطة في رمسيس (رويترز)