انتقل إلى رحمة الله تعالى الداعية الإسلامي الدكتور عبدالرحمن السميط عن عمر ناهز 64 عاما، بعد صراع طويل مع المرض، وسيوارى جثمانه الثرى اليوم الجمعة في مقبرة الصليبيخات. وكان السميط أصيب بثلاث جلطات في الرأس والقلب إضافة إلى داء السكري، كما أصيب بجلطة في القلب عندما كان في الصومال وأجريت له عملية في الرياض، وكسرت فخذه وأضلاعه والجمجمة أثناء قيامه بأعمال إغاثة ومساعدة للمحتاجين في العراق، فضلا عن الآلام التي كان يعاني منها في قدمه وظهره، ومع ذلك لم تثنه هذه المعوقات عن السفر والترحال لإكمال مشروعه في الدعوة للدين الإسلامي، ومشاريع التنمية في أماكن كانت تختفي خلف الأدغال وسط المرض والفقر في أفريقيا. و الدكتور عبدالرحمن بن حمود السميط الذي ولد يوم 15 أكتوبر من عام 1947 في الكويت، داعية كويتي ومؤسس لجنة مسلمي أفريقيا سابقا، ورئيس مجلس إدارتها، إضافة إلى ترؤسه مجلس البحوث والدراسات الإسلامية. تخرج من جامعة بغداد بعد أن حصل على بكالوريوس الطب والجراحة، ثم حصل على دبلوم أمراض مناطق حارة من جامعة ليفربول عام 1974، واستكمل دراساته العليا في جامعة ماكجل الكندية متخصصا في الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي. ونال السميط عددا من الأوسمة والجوائز والدروع والشهادات التقديرية مكافأة له على جهوده في الأعمال الخيرية. ومن أرفع هذه الجوائز جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام، والتي تبرع بمكافأتها وهي (750 ألف ريال سعودي) لتكون نواة للوقف التعليمي لأبناء إفريقيا، ومن عائد هذا الوقف تلقت أعداد كبيرة من أبناء أفريقيا تعليمها في الجامعات المختلفة. تعرض في أفريقيا للاغتيال مرات عديدة من قبل المليشيات المسلحة بسبب حضوره الطاغي في أوساط الفقراء والمحتاجين، كما حاصرته أفعى الكوبرا في موزمبيق، وكينيا، وملاوي غير مرة لكن الله نجاه، إضافة إلى لسع البعوض في تلك القرى وشح الماء وانقطاع الكهرباء. وتعرض في حياته لمحن السجون، وكان أقساها أسره على يد البعثيين. أسلم على يديه أكثر من 11 مليون شخص في إفريقيا بعد أن قضى أكثر من 29 سنة ينشر الإسلام في القارة السمراء قبل أن يصبح ناشطا في العمل الخيري. من حكمه وأقواله * أجد طعم السعادة حينما أفتتح مدرسة في منطقة لم تعرف طعم التعليم. * خلال سنوات عملي لأكثر من ربع قرن في إفريقيا كان أكثر ما يدخل السرور في قلبي أن أرى شخصا يرفع السبابة إلى أعلى ويعلن شهادة التوحيد. * سجنت مرتين، وعذبت في بغداد حتى انتزعوا اللحم من وجهي ويدي وقدمي! ولكننى على يقين من أنني لن أموت إلا في اللحظة التي كتبها الله لي. * من خلال تجاربي الدعوية في أفريقيا لأكثر من ربع قرن تأكد لي أن المعاملة الحسنة هي أفضل وسيلة للدعوة. * من ينقذني من الحساب يوم يشكوني الناس في أفريقيا بأنني لم أسع إلى هدايتهم. * إن أكثر خطرا على الإسلام في أفريقيا من الجوع والتنصير هو نقل خلافات الجزيرة العربية إلى القارة الأفريقية.