بمشاعر الأسى والحزن المختلطة بشعور الفخر والاعتزاز استقبلت قبيلة الشهيد فلاح بن جبران بن عبدالله العاجزة يوم أمس الأول، مدير عام المجاهدين مساعد بن صالح الحماد الذي قدم الى منزل الشهيد في قرية عرق آل سليمان، 150 كيلو شرق منطقة عسير، بتوجيه من صاحب السمو الملكي الامير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية. وكان في استقبال مدير عام المجاهدين كل من الشيخ مترك بن فلاح العاجزة شيخ شمل قبائل عرقة آل سليمان وإخوان الشهيد ناصر، هادي، علي وسعد. الاتصال الأخير وتحدث ل «عكاظ» بحزن شديد شقيق الشهيد ناصر بن فلاح قائلا: في يوم استشهاد أخي فلاح اتصل على هاتفي واتفقنا أن نذهب لحفل زواج احد الأقارب وكان آخر ما قاله لي «اعتذر لي منهم فو الله أنا في العمل ولا أستطيع أن أكون معكم فادفع عني المبلغ المطلوب».. ثم اقفل الهاتف، وبعدها اصابني الحزن وانتابني القلق، حتى جاءنا نبأ استشهاده على يد مهربي أسلحة. كما تحدث شقيقه الآخر هادي قائلا «الحمد لله على ما اعطى فنحن وأبناؤنا فداء لهذا الوطن، فوطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه، ولنا الفخر في استشهاد شقيقنا رحمه الله ولا نزكيه على الله ونحتسبه في جنات الفردوس العليا بإذنه تعالى». الأم مريضة بالزهايمر ورصدت عدسة «عكاظ» منزل الشهيد الذي كان ينوي إكمال بنائه ليفرح من هم أمانة في رقبته في ظل ظروفه الصعبة في المواءمة بين موقعي عمله وسكنه كونه لا يوجد من يعولهم، أو من يراجع المستشفى مع أمه وأخته المريضتين سواه. كما رصدت عدسة «عكاظ» والدة الشهيد الطاعنة في السن والتي لم نتمكن من معرفة مشاعرها كونها تعاني من مرض الزهايمر وفي وضع يرثى له، ورغم وجودها في موقع العزاء إلا أنها لا تدري ماذا يدور حولها من مشاعر الحزن والأسى التي كانت تخيم على المنزل. فيما عم الحزن محيا الأيتام من الأطفال أبناء شقيقة الشهيد الذين كان يقوم على رعايتهم وإعالتهم، وكان بالنسبة لهم الفرحة والبسمة التي تساندهم في استكمال دراستهم. ورفعت أخت الشهيد (م . ق) يديها الى السماء داعية لشقيقها بالرحمة والمغفرة وأن يجزيه خير الجزاء على مواقفه الإنسانية الحانية حيث كان بمثابة الأب في أسرتهم. وعن أوضاعهم المالية قالت (أحوالنا متواضعة، وأسكن وأبنائي الخمسة في منزل شعبي). أيتام وأرامل ومن المشاهدات التي رصدتها «عكاظ» أثناء زيارتها لمنزل الشهيد، أن الطريق الموصل الى المنزل وعر ومحفوف بالمخاطر كونه غير معبد ويقع في شعب يلتقي في عدة أودية، وحوله منازل شعبية مبنية من الهنجر وتقطنها عدة أسر من الارامل والايتام من أبناء شقيقة الشهيد. وكان الشهيد قبل وفاته بيوم واحد فقط ينوي استكمال جدار منزله المبني من البلك ومسقوف بالهنجر، إلا أن المنية وافته قبل ان يكمل بناءه. ومن المشاهدات أيضا ان أبناء قرية الشهيد اجتمعوا لتقديم واجب العزاء في ابن قريتهم وتقدموا بعدة مطالب وشكاوى لمدير عام المجاهدين حول افتقار قريتهم لأبسط الخدمات التي يحتاجونها من طرق معبدة ومراكز صحية وأبراج اتصالات وغيرها من الخدمات. وناشد أشقاء وذوو الشهيد جهات التحقيق في قضية مقتل الشهيد فلاح سرعة إنهاء الاجراءات تمهيدا لدفنه ومتابعة الجناة وتقديمهم للعدالة في أسرع وقت ممكن. الشهيد له أربعة أشقاء إضافة الى شقيقتهم الأرملة وأبنائها، (أكبرهم في المرحلة المتوسطة واخر في الابتدائية، إضافة الى شقيقاتهم الثلاث). حضر واجب العزاء برفقة مدير عام المجاهدين الحماد مدير عام فرع المجاهدين بمنطقة عسير وعدد من القيادات في ذات القطاع. يذكر أن الشهيد فلاح استشهد في مهمة عمل حيث كان برفقة زميله جابر بن مسفر القحطاني في منطقة الفطيحة حينما رصدا سيارة تستقلها مجموعة من المهربين بادروا بإطلاق النار على الدورية، فتعاملا معهم بالمثل، مما أسفر عن استشهاد فلاح بن جبران بأربع طلقات منها اثنتان بالفخذ وثالثة أعلى الصدر ورابعة في الجهة اليسرى للوجه، فيما أصيب جابر بن مسفر بطلقة في الرأس وحالته الصحية مستقرة حاليا. والشهيد فلاح يبلغ من العمر 58 عاما وهو غير متزوج، ووالده متوفى منذ 30 سنة، وهو يعول كلا من والدته المصابة بالزهايمر والضغط ومرض السكر، إضافة إلى أبناء وبنات أخته التي توفي زوجها منذ زمن بعيد وهي الأخرى تعاني من مرض نفسي.