تبدأ مشيخة الأزهر اليوم إجراء مشاورات مكثفة مع أصحاب مبادرات المصالحة الوطنية تمهيدا لعقد اجتماع موسع برئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر. وأوضح محمود العزب ومحمد مهنى مستشارا شيخ الازهر أن المشيخة بدأت دراسة جميع مبادرات المصالحة التي تقدمت بها رموز سياسية وفكرية مصرية خلال الأسابيع الماضية لدراسة ما ورد بها من أفكار ومقترحات لإنهاء الازمة والوصول إلى صيغة توافقية يرتضيها جميع المصريين. واعتبرا رفض جماعة الإخوان المسلمين المشاركة في تلبية الدعوة الموجهة من الأزهر يحملها المسؤولية أمام الله والشعب والتاريخ، مشيرين إلى أن الدعوة للصلح هي شعار الاسلام والمسلمين. وعلمت «عكاظ» من مصادر مطلعة في مشيخة الأزهر تفاصيل الاتصالات التي بدأتها المشيخة أمس مع ممثلي القوى والأحزاب السياسية والتيارات الإسلامية، للتشاور وتحديد موعد بدء جلسات الحوار الوطني، برئاسة الدكتور أحمد الطيب، لتحقيق المصالحة الشاملة والوقف الفوري لجميع أنواع العنف، وحقن الدماء المصرية، والتأكيد على حرمة إراقة الدماء. وأوضحت المصادر أن من بين الشخصيات التي تمت دعوتها لجلسات الحوار الوطني الدكتور محمد سليم العوا المرشح السابق لانتخابات رئاسة الجمهورية، الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية، المستشار طارق البشري، محمد حسان نائب رئيس مجلس شورى العلماء والدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، السلفي. كما تم الاتصال بممثلي التيار الشعبي وحملة «تمرد» وجبهة 30 يونيو. وحسب نفس المصادر فإن جلسات الحوار الوطني ستناقش جميع المبادرات السياسية المطروحة لمعالجة الأزمة السياسية في البلاد ومنها مبادرات أبو الفتوح والعوا والبشري إضافة إلى مبادرة جديدة سيطرحها القيادي السلفي الدكتور ياسر برهامي خلال جلسات الحوار وتقضي بالإفراج عن المعتقلين السياسيين، عدم استخدام القوة والعنف في فض الاعتصامات، تقديم ضمانات بعدم الاقتراب من مواد الهوية الإسلامية في الدستور وتشكيل لجنة حكماء من جميع التيارات تعمل وسيطا إلى حين الانتهاء من المرحلة الانتقالية، تكون لها صلاحيات كاملة، لعلاج أي أزمة، في ظل هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها مصر. وأكدت المصادر أن الدعوة موجهة لجميع التيارات والأحزاب بما فيها حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان، للمشاركة في جلسات الحوار الوطني، مشيرة إلى أن الأزهر لا يستبعد أحدا من الحضور.. ومن جهته قال ل «عكاظ» الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية: إن الأزهر ليس وسيطا بين أطراف، وإنما يقوم بدوره انطلاقا من ثوابته وقناعاته الوطنية والعلمية، باعتباره بيتا لجميع المصريين. ورأى أن هناك بعض المبادرات المطروحة يمكن أن يبنى عليها، لبدء المصالحة الوطنية الشاملة التي تدعو إلى الوقف الفوري لجميع أعمال العنف، وإعادة الهدوء للشارع، لأن استمرار الوضع الراهن في مصر ينعكس سلبا على خطوات التقدم الديمقراطى الذي ينتظره الجميع، وعلى النهوض بالوضع الاقتصادي للدولة، وتحقيق الاستقرار.