أكد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أن مبادرة الأزهر لإنهاء الأزمة الراهنة في مصر «صاغتها مجموعة من الشباب الذين شاركوا في الثورة وأشفقوا على ما يحدث حاليًا في مصر». وقال الطيب في بيان ألقاه خلال اجتماع مع رموز سياسية وممثلي الكنائس في رحاب الأزهر، إن «المبادرة تعتمد على 4 بنود تتمثل في قدسية الدماء والأعراض وتحريم الاعتداء عليها، والتنوع والتعدد هما الأساس ودعوة المنابر الإعلامية والفكرية والدينية إلى نبذ العنف والدعوة إلى النهج السلمي وأخيرا اعتماد الحوار كوسيلة لحل الخلافات». وكان لقاء عقد أمس الخميس بمشيخة الأزهر برئاسة الطيب وحضور سعد الكتاتني، رئيس حزب الحرية والعدالة، وقيادات الإخوان المسلمين، وجبهة الإنقاذ الوطني، وبينها محمد البرادعي وعمرو موسى وحمدين صباحي كما حضر اللقاء عبدالمنعم أبوالفتوح، رئيس حزب مصر القوية، وأبو العلا ماضي، رئيس حزب الوسط، وممثلون للأحزاب السلفية، والداعية محمد حسان. من جهته، أوضح محمد البرادعي رئيس حزب الدستور وأحد قادة جبهة الانقاذ إنه متفائل بعد اجتماع مع شيخ الأزهر لإنهاء أزمة سياسية واحتجاجات قتل فيها أكثر من 50 شخصا. وقال البرادعي للصحفيين عقب الاجتماع «نخرج من هذا الاجتماع بنوع من التفاؤل ولكن التحديات كثيرة أمامنا». وأضاف «ومع ذلك كل واحد منا يعتقد أن مصير مصر على المحك وأن كلا منا سيبذل ما في طاقته بحسن نية من أجل بناء الثقة مرة أخرى بين فصائل الشعب المصري». من جانبه، أكد أيمن نور رئيس حزب «غد الثورة» أن وثيقة التوافق السياسي التي ستخرج عن الأزهر تمثل بداية حقيقية لحل الأزمة السياسية في البلاد. وقال نور، عقب خروجه من جلسة الحوار الوطني، إن مصر تمر بلحظات صعبة وفارقة، وإنها تعيش أسوأ أيامها بعد الثورة، مضيفًا أن الأزهر بحكمة واقتدار، استشعر ذلك الخطر، وسيظل هو بيت الأمة. وأضاف «أتصور أن اليوم بداية جديدة خاصة وأن الأزهر مؤهل أكثر من أي جهة أخرى، ليلعب دوره في حوار وطني جاد، من أجل الوحدة الوطنية، مؤكدا أن الجميع يحترمون مبادرة الأزهر، حيث يدل على ذلك حضور ومشاركة جميع القوى السياسية والمدنية من جبهة الإنقاذ ومن الإخوان، والسلفيين وشباب الثورة. ودعا إلى ضرورة نبذ العنف بكافة أشكاله، بما فيه العنف اللفظي والسباب، والموجه ضد الدولة والأفراد، مشددا على ضرورة أن يقوم الجميع بالتهدئة. وكان الدكتور حسن الشافعي، كبير مستشاري شيخ الأزهر، عضو هيئة كبار العلماء، قد تلا وثيقة الأزهر الشريف لنبذ العنف، التي اتفق عليها الحاضرون في لقاء امس الخميس عقب اجتماع القوى السياسية مع شيخ الأزهر.