يشكل مبلغ العيدية الذي يقدم في صبيحة العيد مصدر بهجة وسرور للأطفال الذين ينتظرون أول أيام عيد الفطر المبارك بكل شغف وهم متأنقون بملابسهم الجديدة، مكتسبين عادة الفرح بالعيد السعيد من والديهم في تعويدهم على آداب العيد التي حثنا عليها ديننا الإسلامي. وتأتي العيدية بعد صلاة العيد التي تشكل للأطفال قيمة يفرحون بها وذلك من خلال زيارة الأقارب والجيران وتقديم التهاني والتبريكات ليحصلوا على مبلغ العيدية. وكانت العيدية قديما تمثل للأطفال لذة خاصة لتحقيق ما يحلمون به طوال العام لشراء ما يتمنونه من هدايا وألعاب متواضعة فيما تغيرت الاهتمامات في الوقت الحاضر بظهور عصر التكنولوجيا، حيث يطمح الأطفال شراء الأجهزة اللوحية والهواتف المحمولة والألعاب البصرية والالكترونية. وأجمع عدد من الأطفال بأنهم يحرصون على جمع العيدية لشراء ما يتمنونه، إذ قال الطفل فهد الهندي انه جمع مبلغ 400 ريال ويسعى في إكماله من والديه لشراء جهاز ميني أيباد. فيما أفاد الطفل منصور العبيد أنه حصل على مبلغ 800 ريال لشراء جهاز محمول يرغب به، مؤكدا على استكماله من مصروفه الشهري، فيما عبر الطفل محمد الدايل عن فرحته بيوم العيد وجمعه مبلغا جيدا لشراء سيارة إلكترونية بالتحكم عن بعد. وبدوره ألمح نايف عبدالله أن الاطفال يقبلون على شراء بعض الحلويات والألعاب من العيدية التي يجمعونها، وأهميتها لا تكمن في قيمة المبلغ المادي الذي يحصلون عليه، بل في تعزيز قيمة التواصل الاجتماعي والترابط بين الافراد داخل العائلة وخارجها خاصة في مناسبات الاعياد. وأكد عدد من الآباء أن العيدية تدخل البهجة والسرور على الأطفال وتقديمها لهم حرصا على فرحة أبنائهم، مشيرين إلى أن العيد في هذا الوقت يحتاج إلى تخطيط مالي مسبق بعكس العيد في زمن طفولتهم الذي يتميز بالبساطة، فمبالغ العيدية التي يحرص عليها الأطفال الآن لا تلبي رغبة كثير منهم لشراء ما يخططون له، بالإضافة إلى رغبتهم في الذهاب إلى المدن الترفيهية، ومتطلبات الأبناء في الأسرة الواحدة تفوق الاستطاعة.