تحول الفرص الحقيقية دون نضوج تجارب الاحتراف الخليجية في أوروبا، إذ تعكس الشواهد والوقائع حجم الاستغلال الذي وأد كثيرا من المشاريع التي كان يؤمل فيها أن تشق طريقها بثبات نحو مستقبل أكثر نجاحا، وبينما تغازل نجوم الأخضر السعودي عروض وكلاء الأعمال وعلى رأسهم نواف العابد، ومصطفى بصاص، وفهد المولد، وإبراهيم غالب، وصالح الشهري وغيرهم، تقف خلاصة نتائج تجارب النماذج السابقة حجر عثرة تجاه الإقدام على هذه الخطوة، وتثير قلق الأندية التي ينتمون لها، لاسيما وأن الخليجيين لم يتجاوزوا حدود الدكة أو الرديف أو حتى الفريق الثالث، وعدد كبير منهم ذهبوا ضحية السمسرة والتجربة. لعل تجربة لاعب ويجان علي الحبسي تشكل حالة خاصة وفريدة واستثنائية إذ لم تغلفها المجاملات أو حتى لعبة التسويق أو ما يعرف ب « الكوبري»، إذ آثر النجم العماني أن يبدأ طريقه من الصفر فشقه من ناد مغمور فانطلق من نادي لين النرويجي في عام 2003 ولعب معهم حتى عام 2005 وحقق في العامين جائزة أفضل حارس في النرويج، ثم انتقل إلى نادي بولتون واندرز الإنجليزي في يناير 2006 ولكنه لم يحرس مرمى بولتون سوى في 18 مباراة فقط، ورفض البقاء احتياطيا، وانتقل في 2010 لنادي ويجان أتلتيك الإنجليزي ليعوض غياب حارس ويجان كريس كيركلاند المصاب، وتألق الحبسي مع فريقه الجديد فضمن مركز الحارس الأساسي، وبلغ نهائي كأس إنجلترا وحققه مع ناديه كأعظم إنجاز للاعب خليجي، ويستعد لأن يكون ضمن فرق دوري أبطال أوروبا في سابقة للاعبي المنطقة. وبعيد عن هذه الحالة الاستثنائية فشلت كثير من التجارب التي خاضها نجوم كبار ولم تكن سوى فرقعات إعلامية أو أمور تسويقية، بينما فشلت تجارب مميزة كانت وشيكة التفعيل لأسباب خارج ميدان المستطيل الأخضر لم يكتب لها النجاح على المستوى الخليجي. في عام 2006 فشل لاعب الهلال السعودي ياسر القحطاني، ونجم الغرافة القطري نشأت أكرم من إتمام التعاقد مع مانشستر سستي رغم رغبة الجهاز الفني بهما، فالأول خضع لمساومة مالية دفعته للرفض وإلغاء الأمر تماما وهو ما أكده مدرب الفريق آنذاك ريكسون، بينما فشل الثاني نتيجة قانون الاتحاد الإنجليزي الذي يشترط مركزا معقولا للمنتخب الذي يلعب له. فيما لا يبدو أن تجربة عموري ستكون أفضل حالا إذ تمسك نادي العين باللاعب نتيجة مايرى أنه أمر غير منطقي وينتقص لاعبه، فأعلن رفض ناديه عرضا من أرسنال بشأن اللاعب؛ وذلك بعد أن لمس مماطلة من هذا النوع، وقال نائب رئيس النادي «أرسنال يطلب اختبار عموري، ورفضنا الفكرة لن نقبل سوى عروض رسمية بشأن اللاعب، لن نناقش أي شيء أدنى منذ ذلك، ولا اختبار لعموري». ومن التجارب الجادة التي لم يكتب لها النجاح هي مشاركة لاعب نادي الهلال السابق والأهلي حاليا أسامة هوساوي مع نادي إندرلخت البلجيكي الذي لم يجد في اللاعب ما يغريه بالبقاء فقام ببيعه للنادي الأهلي في صفقة بلغت 40 مليون ريال. فيما عدا ذلك لم تكن هناك تجارب احترافية جادة يمكن أن تصنف على أنها مفاوضات انتقال، ويبقى الحبسي اللاعب الخليجي الوحيد الذي نجح في وضع قدمه بقوة في أوروبا ومن بوابة البريمرليغ.