تتميز سفر الإفطار بعيد الفطر بالمدينةالمنورة بوجود أكلات مميزة لا يستغني عنها أهالي المدينة في أول يوم إفطار بعيد الفطر المبارك وتحرص كل سيدة على شراء مستلزمات هذه الأكلات من قبل انتهاء شهر رمضان الكريم بيومين أو ثلاثة مثل المكسرات والقمر الدين لعمل الدبيازة واللحم لعمل السلات، وتحتوي سفرة الإفطار أيضا على الأمبة والشريك وأنواع مختلفة من الجبن والزيتون. وجرت عادة أهالي المدينة على التجمع في أول يوم عند كبير العائلة من أجل المعايدة عليه والإفطار عنده ولا بد من وجود هذه الأكلات المميزة على سفرة الإفطار عند كبير العائلة. وفي هذا السياق، أوضحت فائزة محمد أن «أهم شيء على سفرة إفطار العيد الدبيازة والتي أقوم بصنعها ليلة العيد والمكونة من القمر الدين والمكسرات، حيث يأخذ صنعها قرابة الخمس ساعات ما بين سلق وتنظيف المكسرات وطبخ القمر الدين في قدر كبير على النار وتركها تبرد في القدر لحين موعد الإفطار وصبها في أطباق لتوضع على السفرة». أما الجدة أم أحمد فتقول: منذ نعومة أظافري وأنا أقوم بطبخ الدبيازة ليلة عيد الفطر، وتعلمتها من جاراتي اللاتي كنت أسكن بجانبهن عندما كانت المدينة عبارة عن أحواش متجاورة وكان الجيران كأسرة واحدة وكل «ست بيت» تتفنن في صناعة الدبيازة لتطعمها للجيران، ومنذ ذلك اليوم ليومنا هذا وأنا أقوم بطبخها سنويا ليلة عيد الفطر لوضعها على سفرة الإفطار بعد الخروج من صلاة المشهد والتجمع في منزل كبير العائلة وهو منزلي، كما أحرص على وضعها في حافظات طعام وتوزيعها على كل فرد من أبنائي وبناتي عند ذهابهم إلى منازلهم بعد تناول الإفطار وشرب الشاي. وتشاركها الرأي سماح عبدالله (ربة منزل) فتقول «تعلمت صنع الدبيازة من والدتي رحمها الله وعندما كانت على قيد الحياة كانت تخصص لي القسم الأكبر لتعطيني إياه عند خروجي من منزلها بعد الانتهاء من الإفطار، والآن بعد أن توفت أصبحت أنا من يقوم بصناعة الدبيازة وتوزيعها على إخوتي، كما يحرص أهالي المدينة على شراء الأمبة والأجبان والزيتون وطبخ السلات لوضعها على سفرة الإفطار ولا يكتمل إفطار أهالي المدينة إلا بهذه الأساسيات على سفرة إفطار العيد».