تحوي مكتبة مكةالمكرمة، الواقعة على حدود ساحة الحرم من الجهة الشرقية، كتبا ومخطوطات نادرة قد لا تتوافر في مكتبات العالم الإسلامي. هذا التميز أكسبها ثقلا، وجعل من زائري الحرم الحرص على ارتيادها، خصوصا أنها من أقدم مكتبات العالم الإسلامي، إذ تمكنهم من التعرف على العديد من المعلومات والاطلاع على محتواها، حيث بناها الشيخ عباس قطان حتى بات مبناها اليوم يعاني لعدم تنفيذ مشاريع الترميم عليه. وتضم المكتبة 170 ألف عنوان، منها كتب نادرة ك«عمدة المحتاج في علمي الأدوية والعلاج»، والذي طبع في القرن الثالث، وكتاب الصلاة لابن القيم 1296ه، وكتب أول مطبعة أهلية في الجزيرة العربية هي المطبعة الماجدية، وكتاب فتح الباري المكون من 14 مجلدا، كما تحتضن 2500 مخطوطة نفيسة، منها مخطوطة «فتوح الحرمين» وشرح قوانين ابن جزئي وهي في مجلدين ضخمين كتبها محمد حسين المالكي المتوفى عام 1376ه، كما تحتضن فتاوى لعلماء المسجد الحرام. وتحتفظ المكتبة بنوادر الكتب، والتي وقفت من 21 عالما ومفكرا، من أشهرهم الشيخ حسين عرب والشيخ حسن مشاط وغيرهما، ومجرد الدخول إلى بهو المكتبة يعني العيش في جو يعبق بالعلم وأريج البحث داخل قطعة من أرض المسجد الحرام، إذ يفد للمكتبة طلبة العلم والزائرون. إلا أن عوامل أزالت عن المكتبة أهم سماتها، وهو الهدوء الذي يتطلب توفيره للباحثين وطلبة العمل كأبواق سيارات الأجرة، لكونها تقع بجوار الكدادة، إضافة إلى تعالي أصوات باعة ماء زمزم، ونصبت هيئة الأمر بالمعروف لها موقعا أمام المكتبة ولوحة إلكترونية بلغات مختلفة لتنبيه الزائرين والمجتمعين أمام المكتبة أن التبرك بالمكتبة نظرا لقدمها لا يجوز.