خاطب الدفاع المدني وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بشأن ما تم رصده من مخالفات لتعليمات السلامة في مكتبة مكةالمكرمة، وخطورة ذلك على المارة والمترددين. وتعتبر مكتبة مكةالمكرمة واحدة من أقدم المكتبات حيث تجاوز عمرها 60 عاما، ولكن جولة «عكاظ» كشفت عن مبناها الضيق الذي تفوح من بين زواياه رائحة الغبار والأتربة كأنه مستودع للتخزين وليس مكتبة. المشهد الأكثر إثارة للخوف هو تمديدات كهربائية بطرق عشوائية تتدلى بين فتحات حديدية لدرجة أنها تمتد بطول 50 مترا لتربط بين مركز الدفاع المدني والمكتبة، وتنبعث من الجدار الخلفي للمكتبة كابلات كهربائية أخرى من عدادات مكشوفة في العراء في منطقة مكتظة بالمعتمرين. وتضم المكتبة التي تقع على حدود شعب بني هاشم الشهير ووسط جبال خندمة وأبي قبيس التاريخية، 170 ألف عنوان، منها كتب نادرة، كما تحتضن 2500 مخطوطة نفيسة، كما تحتضن فتاوى عريقة لعلماء المسجد الحرام، وتحتفظ بنوادر من الكتب القيمة لنحو 21 عالما ومفكرا من أشهرهم الشيخ حسين عرب والشيخ حسن مشاط والشيخ ماجد كردي. افتقاد الحراسة ونحن نتجول في المكتبة التاريخية اكتشفنا أن المقر بلا حراسات وأن عاملا يقوم بمهمة الوقوف على البوابة وإعداد الشاي للموظفين وإغلاقها عند الصلاة في موقع يقف أمام بوابته آلاف المترددين أثناء مواسم العمرة والحج ورمضان ما يحتاج التدخل لتنظيم الدخول. متناقضات غريبة ومن المتناقضات تدلي أسلاك الكهرباء من فوق مركز يناهض العشوائية وهو مركز اللجنة المشتركة لمكافحة الظواهر السلبية، وفي الوقت الذي تهيأ أفضل الظروف من الهدوء حول المكتبات تحقيقا للجو العلمي نجد أن أصوات أصحاب سيارات الأجرة من «الكدادة» تخترق مسامع المارة بعبارات (الطائف.. الطائف.. راكب واحد). ملمح آخر للتناقضات؛ أن بوابة المكتبة يصطف أمامها باعة جوالين زمزم وهم يمارسون التدخين وتتعالى بينهم أصوات المزاح والتفاوض على البيع في مشهد يفيض بالعشوائية. كما يكثر المتسولون في بهو المكتبة وأمامها، في حين اكتفت «الشؤون الإسلامية» بوضع لوحة الكترونية تقول «هذا المكان لا يجوز التبرك به». سلامة مفقودة واقع المكتبة من الداخل لا يعرف وسائل السلامة من حوادث الحريق والكهرباء، فلا توجد شبكة جافة أو جهاز إنذار أو مداخل للطوارئ، في حين انتهت صلاحية عدد من طفايات الحريق. ولا أدل على الخطورة التي تغرق فيها المكتبة أن الداخل مفقود والخارج مولود، بمعنى أنه في حالة حدوث أي حادث لا سمح الله لا يمكن استخدام أي منفذ للهروب، فجميع النوافذ التي يزيد عددها على 17 نافذة محكمة الإغلاق. مخالفة السلامة العميد جميل أربعين مدير الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة، رد على مواجهتنا له بقوله: ما رصد في مكتبة مكةالمكرمة يعتبر مخالفة لتعليمات السلامة، وتشكل خطورة على المارة والمترددين، مشيرا إلى أنه سبقت مخاطبة الجهة المسؤولة، وهي وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ولا تزال المتابعة مستمرة.