أكد ل«عكاظ» مصدر مطلع بالجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، أن نظام العمل كفل للعمالة حقوقها ومن ذلك تشغيلها في ظروف بيئية مناسبة، مشيراً إلى أن تشغيل العمالة في درجات الحرارة المرتفعة يعد مخالفة للقانون. وبين المصدر أن العمل في درجات الحرارة المنخفضة جداً دون وسائل حماية مناسبة يعد مخالفاً لقانون العمل وبالتالي ينبغي على أرباب العمل الالتزام بما نص عليه النظام، وعلى وزارة العمل متابعة الأنظمة والتعليمات في هذا المجال، مشيراً إلى أن الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان تتابع ذلك، لافتاً إلى أن التزام أرباب العمل بالمحافظة على عمالتهم وعدم تعريضهم للأجواء الباردة يجنبهم الأضرار ومن ثم الانقطاع عن العمل والتأخر في إنجازه. من جهته أكد ل«عكاظ» مصدر مسؤول في مكتب العمل بالمنطقة الشرقية، أن المكتب يراقب ويتابع أي تجاوزات لشركات ومؤسسات تطلب من موظفيها أو عمالتها العمل في الأوقات التي تعتبر فيها درجات الحرارة مرتفعة جداً ويكون مقر العمل في المواقع المكشوفة. وقال: هناك جولات رقابية مستمرة طوال الأيام التي ترتفع فيها الحرارة خصوصاً وقت الظهيرة، وفي حال وجود أية مخالفة يتم التعامل معها مباشرة، موضحا أن العمل تحت أشعة الشمس وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة في الأماكن والمواقع المكشوفة يمثل خطراً على حياة العامل كما يمثل مخالفة لأنظمة العمل في المملكة التي تمنع العمل في أوقات الحرارة الشديدة في الأماكن المكشوفة. إلى ذلك يبادر عدد من المواطنين لمساعدة العمالة التي تعمل في المواقع المكشوفة مثل عمال النظافة وغيرهم من خلال تزويدهم بالماء في غير أيام رمضان وجلب مظلات شمسية تساعدهم في الوقاية من أشعة الشمس بشكل مباشر، وسط مطالبات بمنع العمل في المواقع المكشوفة في وقت الحر الشديد بأي حال من الأحوال. وأوضح عدد من عمال الشركات والمؤسسات بمنطقة الباحة أنهم في رمضان يعملون من 8 صباحا وحتى 2 ظهراً، مؤكدين أن العمل في هذا الشهر يختلف عن بقية الشهور الأخرى على مدار العام. ورغم ارتفاع الحرارة بالمدينةالمنورة إلى 41 درجة إلا أن المواطنين والزوار توافدوا إلى المسجد النبوي الشريف لأداء صلاة الظهر أمس، من هؤلاء الزوار الحاج محمد رضا من جمهورية مصر العربية 76سنة، يحرص كما يقول على التوجه للمسجد النبوي سيراً على الأقدام رغم حرارة الجو طلباً للثواب والأجر من الله. وفي بريدة يعمل عامل نظافة صائم من بعد صلاة الفجر حتى الظهر وسط هجير الشمس المحرقة، وجدناه في انتظار سيارة الشركة للعودة به إلى السكن، فيما كان على طرف آخر أحد زملائه بين أنهم في الشركة قسموا أوقات الدوام فيما بينهم للتجول في عدد من الطرق لتنظيفها. إلى ذلك قال يزيد المحيميد الناطق الاعلامي في أمانة القصيم إن أوقات عمل عمال النظافة تم توزيعها بشكل لا يؤثر على سير العمل ونظافة المدينة العامة، وقال: يجري العمل على فترتين صباحية تبدأ من السادسة حتى الحادية عشرة، ومسائية من العاشرة وحتى الثانية عشرة، مؤكداً أنه تم إلزام شركات النظافة بالعمل بهذا التوقيت. وسجلت الحرارة في جازان 50 درجة ونسبة الرطوبة 70 في المائة، وأبدى عدد من العمال امتعاضهم من الشركات والمقاولين الذين يعملون لديهم بسبب إجبارهم على العمل لساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة لإنجاز مصالحهم على حساب صحتهم.