ارتفعت حصيلة المتبرعين لحملة التبرع بالدم التي تقوم بها إدارة المختبرات وبنوك الدم بالمديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة المدينةالمنورة عبر سيارة بنك الدم المتنقل التي تبرع بها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة الرئيس الفخري لجمعية مكافحة السرطان بالمملكة، لتصل إلى 0054 وحدة دم ومشتقاته، بعدما كثف القائمون على الحملة وتيرة العمل خلال الأيام الماضية باستهداف الإدارات الحكومية والأهلية وطلاب المدارس والجامعات والمساجد وبعض الجاليات والمجمعات التجارية. أوضح ل«عكاظ» مدير إدارة المختبرات وبنوك الدم بالمديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة المدينةالمنورة والمشرف العام على المختبر الإقليمي الدكتور علي بن محمد خيمي أن الدولة وفرت كل الاحتياجات والإمكانات اللازمة لتقديم خدمات متميزة بالمنطقة حتى أصبحت لديها كفاءات وطنية شابة تعمل بكل طاقة لخدمة المريض، بل إن خدمات نقل الدم في المملكة خطت خطوات واثقة نحو توفير الدم الآمن لجميع من يحتاجه من المرضى والمصابين، من خلال وضع استراتيجيات وطرق العمل في بنوك الدم، إضافة إلى تطبيق برامج إدارة مراقبة الجودة، للتأكيد على سلامة الدم المنقول، رغم أن ترسيخ مفهوم التبرع بالدم لدى أفراد المجتمع ليس بالأمر السهل، بل يتطلب تضافر الجهود من جهات مختلفة إعلامية واجتماعية وصحية، حيث إن العلاقة فيما بينها مشتركة تبدأ من وسائل الإعلام المرئية والمقروءة التي عليها دور كبير في توسيع برامج التوعية حتى تصل إلى طلاب المدارس والجامعات مع تفعيل دور الأئمة والخطباء في هذا الشأن. وأكد خيمي أنه لا يوجد أي نقص في إمدادات كميات الدم ومشتقاته، وأن الكميات التي تم توفيرها من خلال المتبرعين بالإضافة إلى وحدات الدم الموجودة مسبقا كافية وتغطي في الوقت الراهن جميع احتياجات مستشفيات المنطقة، لأن النسبة المعتادة عالميا هي (2) في المئة من عدد السكان في المنطقة، مضيفا: لذلك يتطلب ضرورة وجود تناسب بين الوحدات المسحوبة والاحتياج الفعلي لأن الزيادة قد تؤدي إلى إتلاف الوحدات الفائضة عن الحاجة؛ نظرا لأن لكل وحدة دم تاريخ صلاحية محدد يتم إتلافها بعد انتهاء هذه المدة المحددة، ونظرا لأن الدم مادة حيوية لا يمكن تأمينها إلا من خلال عملية التبرع بالدم، خصوصا بعد التوجيهات التي صدرت منذ عام 1406ه، بإيقاف استيراد الدم من خارج المملكة حفاظا على صحة المواطن، وبالتالي لا بد من وجود تعاون من قبل ذوي المريض في تأمين الكميات التي يحتاجها مريضهم، لذلك نحن نعمل جاهدين لتوفير الدم من خلال القيام بحملات للتبرع بالدم تستفيد منها الفئات المعفية من تأمين وحدات الدم والتي تشمل مرضى السرطان، مرضى الدم الوراثية، مرضى الفشل الكلوي، الحالات الإسعافية وحالات الطوارئ، باعتبار الدم مادة حيوية لها أهميتها القصوى في الحالات الإسعافية والعلاجية، الأمر الذي يتطلب توفير مخزون استراتيجي لاستخدمه عند الحاجة، وبالتالي يتم عمل موازنة بين كميات الدم المؤمنة والمصروفة. وعن سلامة الدم المنقول بين أن الإجراءات المتبعة التي تحول دون نقل دم مصاب إلى آخر سليم، تتم بالكشف الطبي للمتبرع بالدم، ثم بفحص الدم للأمراض المعدية بطريقة اللايزا مثل التهاب الكبد الوبائي (ب، ج) والايدز، كذلك يتم الكشف عن السيلان والملاريا، إضافة لاستخدام تقنية الكشف عن الحمض النووي الفيروسي للايدز والالتهاب الكبدي الوبائي التي أحدث نقلة جبارة في سلامة الدم المنقول، ويعتبر هذا الفحص من أدق التحاليل التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية للكشف عن الأمراض المعدية في مراحلها الأولى، وبالتالي يتم فحص العينة مرتين للتأكد من خلو الدم من الأمراض، حيث لا تصرف فيه أية وحدة دم إلا بعد خضوع وحدات الدم لجميع الفحوص للتأكد من سلامتها. وحول آلية إسعاف الحالات الطارئة، بين خيمي أنه في الحالات الطارئة يتم إسعاف المريض وصرف أي كمية من الدم، بحيث يقوم بنك الدم المركزي بشكل يومي بتزويد المستشفيات الحكومية والخاصة برصيد ثابت يكون متوفرا لجميع أنواع الفصائل وبكميات تتناسب وعدد الأسرة بالمستشفى، تحسبا لأي طارئ لا سمح الله، ولا يخفى على الجميع أن المصدر الوحيد للدم هو المتبرع ولذلك سخرت الدولة كل الاحتياجات الضرورية للتأكد من توفر وسلامة الدم، وشجعت على التبرع بالدم، وهذا العدد لا يكفي لاحتياجات المرضى، لاسيما أن المنطقة هي منطقة حج وعمرة يفد إليها ملايين المسلمين طوال العام، ولذلك أوجدت نظام تسديد وتأمين في الحالات الاعتيادية فقط، أما في الحالات الطارئة فيتم إسعافهم بما يحتاجون، كما أن هناك شريحة من المرضى يتم إعفاؤهم من تسديد أي وحدات دم تصرف لهم كمرضى السرطان والأمراض الوراثية ومرضى الغسيل الكلوي وغيرهم. وعن أسباب قلة أعداد المتبرعين من العنصر النسائي، أشار إلى أن: هناك ضعفا في مشاركة الجانب النسائي في عملية التبرع بالدم، ونسبة المتبرعين بالدم من النساء في المدينة أقل من المتوقع، وقد نكون نحن السبب في قلة التوعية الموجهة للجانب النسائي. وكشف مدير إدارة المختبرات وبنوك الدم بالمديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة المدينةالمنورة أنه تم التنسيق مع مدير جامعة طيبة بالمدينة لإقامة حملة للتبرع بالدم في فرع الطالبات، كما تم عمل خطة لإقامة عدد من الحملات في المراكز التجارية، وحث الخيمي المواطنين والمقيمين على التبرع بالدم لما له من فوائد كثيرة طبية وإنسانية من أهمها زيادة نشاط نخاع العظم والذي يقوم بدورة في إنتاج كميات جديدة من الخلايا بمساعدة بعض أعضاء الجسم، حيث إن إنتاج الخلايا يتم عن طريق نخاع العظم بمساعدة الطحال والكبد، وبمجرد التبرع بالدم يتم تعويض الكمية المسحوبة بخلايا جديدة أكثر نشاطا مما يؤدي إلى زيادة نشاط الدورة الدموية، حيث يقوم القلب بضخ كميات أقل بنفس الحاجة السابقة إلى سائر الجسم مما ينظم العمل بالكمية المتبقية من الدم ويكون نشاطا إضافيا لحركة الجسم، للتقليل من احتمالية الإصابة بأحد الأمراض القلبية، وخاصة مركز مرض IHD) Ischemic Heart Disease) وهذا المرض سببه زيادة نسبة الحديد بالجسم الذي يضر بالجسم، وقد أشارت الدراسات إلى أن التبرع بالدم يقلل من كمية الحديد للمتبرع، كما أن التبرع بالدم هو أحد العلاجات الرئيسية للمصابين بأمراض (Poly Cythaemia) وهو مرض يسبب زيادة في إنتاج كريات الدم الحمراء، حيث تصل نسبة الهيموجلوبين إلى أعلى من 19 جراما، والذي يحتاج المريض إلى فقد كميات من الدم بشكل دوري بحيث يكون التبرع بالدم علاجا رئيسيا لهذه الحالات، مع ملاحظة أن الدم المسحوب في هذه الحالات لا يستخدم للأغراض العلاجية، إضافة إلى الفوائد الناتجة عن إجراء الفحوصات للإمراض الوبائية والمعدية حيث يتم علاج المتبرعين فور اكتشافها، كما يستطيع الشخص أن يتبرع بدمه مرة كل شهرين إلى ثلاثة، على ألا تزيد مرات التبرع بالدم على خمس مرات خلال العام الواحد. وأشاد خيمي بالدور الذي يقوم به صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة الرئيس الفخري لجمعية مكافحة السرطان بالمملكة، من خلال تبرع سموه السخي بعربة التبرع بالدم في المنطقة، ودعم سموه لحملات التبرع بالدم، وتشريف سموه الكريم لمبنى بنك الدم المتنقل وتفقده للعربة، ومتابعته المستمرة، إضافة إلى متابعة وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، ومدير عام الشؤون الصحية بمنطقة المدينةالمنورة الدكتور عبدالله بن علي الطايفي للتأكد من توفير رصيد ومخزون استراتيجي للمنطقة على مدار العام وتكثيف الحملات خلال موسمي الحج والعمرة مما حقق طفرة نوعية وكمية لتوفير الدم ومشتقاته.