سجلت «عكاظ» زيارة لدار الرعاية الاجتماعية للمسنات بالرياض ووقفت على أحوالهن في رمضان وكيف يقضين الشهر الفضيل بعيدا عن الأسرة، فتروي مسنة في عمر الستين تفاصيل حياتها في بيتها في سابق الأمر وصيامها في دار الرعاية لتقول «أنا في دار الرعاية أربع سنوات وأشعر أن الصيام مع أخواتي المسنات أفضل من صيامي في بيتي خصوصا مع أبناء زوجي الذين قلبوا حياتي جحيما بسبب الورث، فتركت لهم الورث والدنيا وأنا هنا أعبد الله ما بقي من حياتي ونصلي التراويح معا ونحضر المحاضرات معا». أم وليد تقول إن رمضان من أفضل الشهور حيث تتنزل الرحمات، «نتعاون على عبادة الله وطاعته وبرامج دار الرعاية الاجتماعية في رمضان مميزة»، وتروي أم وليد قصة دخولها لدار الرعاية فتقول «لجأت إلى وزارة الشؤون الاجتماعية، ذكرت لهم أني جئت من سفر ولا أعرف أحدا، ورفضت تسليم جوالاتي للاختصاصيات، فتم سحب الجوالات بخفية واكتشفن أن لدي أبناء، واستدعى الدار أبنائي للاستفسار منهم ومحاولة حل النزاع، وعلمت الدار أنني لا أستطيع العيش معهم بسبب عقوق أبنائي وأرى أن قضاء رمضان أفضل بكثير من قضائه وقهري في بيتي من فلذات أكبادي». وفي قصة أخرى، سجن ابن أمه في منزله وسافر، فوجهت الجهات المختصة خطابا إلى وزارة الشؤون الاجتماعية بالعناية بالأم، وتروي المسنة ل «عكاظ» تفاصيل قصتها مع ابنها، وتقول إن ابنها كان من خيرة البارين حتى تزوج، وأصبحت زوجته محور اهتمامه وتهميش كل ما عداها، حتى أوهمته أن حبسي في المنزل وتوصية الجيران بجلب الطعام لي هو الحل الأمثل عند سفرهم للخارج، «الآن لو خيرت بين المكوث في دار الرعاية أو الرجوع إلى ابني لاخترت دار الرعاية؛ لأنني أفضل تمضية آخر أيام حياتي بهدوء وسلام، بالنسبة لشهر رمضان تنسى المسنات حياتهن وظروفهن القاسية التي جعلتهن يدخلن الدار في هذا الشهر حيث تسمع الضحكات». عدد المسنات في دار الرعاية الاجتماعية بالرياض وصل إلى 58 مسنة وسبب الإيداع إما لشيخوخة أو عجز كلي 31 مسنة، وناقهي مرضى المستشفيات النفسية والعصبية 23، وأعمار المسنات في دار الرعاية تتوزع بين الخمسين والسبعين والحالة الاجتماعية للمسنات 9 حالات لم يسبق لهن الزواج و34 مطلقة و14 حالة أرامل وحالة وحيدة متزوجة. كما أن لدى المسنات 9 حالات لديها أبناء وبنات و 8 حالات لديها إخوة وأخوات و30 حالة لديها بنات أخ وأخت و11 حالة لا يوجد لها أقارب. وتستقبل الدور كبار السن من الجنسين الذين أعجزتهم الشيخوخة عن العمل أو الذين يعجزون عن القيام بشؤون أنفسهم أو المرضى الذين بلغوا 60 عاما من المصابين بعجز بدني أو عقلي أفقدهم القدرة على العمل أو رعاية أنفسهم بشرط خلوهم من الأمراض المعدية أو الأمراض العقلية، ومن أهم شروط القبول بتلك الدور عدم وجود أقارب يمكن أن يعتنوا بتلك الفئات، وروعي عند إعداد الدور أن تكون قريبة إلى حياة الأسرة الطبيعية يتمتع فيها المسن بنوع من الاستقلال ويشعر فيها بالراحة والأمن والسكينة، وتوفر لهم داخل تلك الدور الإعاشة الكاملة والرعاية الاجتماعية والصحية والنفسية وخدمات العلاج الطبيعي وبرامج العناية الشخصية، كما تتيح للمسنين مزاولة بعض الأعمال اليدوية والأعمال الفنية بغرض شغل أوقات الفراغ، كما يتمتع المقيمون من كبار السن داخل دور الرعاية بالبرامج الدينية والثقافية والترفيهية المناسبة، ويصرف لكل مقيم بدور الرعاية الاجتماعية مصروف جيب شهري قدره 60 ريالا.