انتقد الفنان حسن عسيري وفريق مسلسل «كلام الناس» في حلقة البارحة تأنيث العمل في محلات المستلزمات النسائية. الحلقة التي حملت عنوان «زوج وأربع موظفات» قدمت صورة مشوهة لواقع تأنيث المحلات النسائية، حيث أظهرت الحلقة امتعاض سليم (حسن عسيري) صاحب أحد محلات الملابس النسائية في شارع التحلية الشهير بمدينة الرياض من قرار وزير العمل القاضي بتأنيث العمل في محلات بيع المستلزمات النسائية واقتصار العمل فيها على النساء السعوديات، حيث ظهر ذلك جليا من خلال قوله: «يارب أتوفق بالحصول على موظفات سعوديات ونتحمل هذا القرار الذي طب على رؤوسنا» موجها حديثه لمدير المحل اللبناني طوني قائلا: «يا أخي الوزير هذا يقول المحلات النسائية لا يبيع فيها إلا الحريم وياريتهم حريم لبنانيات بل سعوديات!!» ثم اضاف: «المشكلة أنها فرض ليته جعلها اختيارية». ثم تتواصل الحلقة وسط مواقف كوميدية مصطنعة من خلال فرض زوجات سليم الأربع أنفسهن عليه في العمل بالمحل خشية إتيانه بفتيات أخريات لتوظيفهن، لتبدأ عملية المنافسة بين الزوجات الأربع والغيرة من بعضهن البعض غير عابهات بمتطلبات وأصول العمل ليجد سليم نفسه وقد تورط معهن من خلال عروضهن الخارجة عن المألوف التي قدمنها الأربع لكل عميلات المحل ومنها منح جهاز «آيباد» مع الشريحة لكل عميلة تشتري ب2000 ريال، كما قدمت زوجة اخرى عرضا لكل من تشتري قطعة يتم منحها قطعتين مجانا وذلك في إطار سعي كل منهن للفوز برضا الزوج الذي وجد نفسه يصاب بوعكة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى حتى تعرض محله للإفلاس ليجد الزوج نفسه مجبرا على تعليق لوحة على المحل كتب عليها «للتقبيل لعدم السيطرة». «عكاظ» استطلعت آراء عدد من المهتمين بالشأن الاجتماعي حول ما تم عرضه في الحلقة ، حيث قالت الإعلامية بدور أحمد مقدمة برنامج «صباح السعودية» على القناة الأولى: «على العكس مما ورد في الحلقة من تصوير الموظفة السعودية بأنها سمجة وليست على قدر المسؤولية إلا أنني أجد أن قرار تأنيث البيع في محلات المستلزمات النسائية الذي أخذ صفة الإجبار هو في صالح المرأة السعودية سواء كانت موظفة أو طالبة وظيفة أو عميلة ولعل أهم ما في الأمر هو انعدام الحرج من التعامل بين الطرفين على عكس الموظف الرجل الذين لا تسطيع المرأة أن تأخذ حريتها معه وبالذات في أخذ القياسات». اما الروائية زينب البحراني، فقالت: «تأنيث محلات بيع المستلزمات النسائية غدا ضرورة لا بد منها في عصرنا الحاضر، وقرار حضاري سبقتنا إليه بلدان أجنبية متحضرة ودول خليجية مجاورة كذلك»، واضافت «أما أولئك الذين يرفضونه فلم يجربوا من قبل شعور امرأة تدخل أحد تلك المحلات ثم تخرج دون أن تشتري الكثير مما ترغب بشرائه خجلا من فكرة وضعه أمام البائع على طاولة المحاسبة، خصوصا وأن الأنثى بطبعها شديدة الحساسية تجاه هذه المسائل»، وزادت «تخيل أنك أيها الرجل الرافض للقرار تدخل محلا يبيع المستلزمات الرجالية الحميمة والخاصة جدا، كيف سيكون شعورك إذا كانت البائعة امرأة؟!». بدوره، قال الكاتب الاعلامي الدكتور محمد سالم الغامدي: «أنا من المؤيدين لمشاركة المرأة في كل مناحي الحياة فما بال المحلات النسائية اوكد على انها تكون نسائية»، واضاف «لابد ان يكون هناك تدريب للفتيات على العمل في المحلات»، زاد «قصور واعادة للخلف منها اقصاء المرأة من المشاركة في التنمية». واستطرد الدكتور الغامدي «الحلقة لم تتطرق للواقع وانما كتبت من نسيج خيال المؤلف». أما الروائي محمد المزيني، فقال: «صناعة الدراما مازالت تحتاج الى جهد فهي تفتقد للصناعة الحقيقية فهناك اعمال تصور بدون نص واخرى تصنع كتاب غير معروفين فبالتالي انظر كيف تكون هذه الحلقة بلا شك حلقات ضعيفة لا تلامس الواقع ولا تحقق ابداع حقيقي»، واضاف «ما عرض في كلام الناس امر غير مقبول ومخالف لمقصد الدراما خالية من آليات التوعية والتثقيف وتطور المجتمعات»، وزاد «حلقة البارحة نظرة قاصرة للمرأة وانتقاص لحقوقها وبعيد عن واقعها المشرق».