أشعل قرار تأنيث محال المستلزمات النسائية، فتيل الجدل بين البائعات والمتسوقات، ففي الوقت الذي أبدى عدد من الفتيات استعدادهن التام لمزاولة العمل بهمة ونشاط، رأت بعض المتسوقات أن البائعات الجدد يعانين من الخجل، ولا يستطعن التواصل معهن بصورة جيدة. «عكاظ» التقت بعدد من الفتيات والمتسوقات، حيث يرى محمد القحطاني صاحب أحد محلات التجميل أن قرار تأنيث المحلات النسائية رأي صائب، مؤكدا أن تأنيث محال التجميل أسهم بدرجة كبيرة في رفع نسبة المبيعات خلال أشهر قليلة بما نسبته 200%، مبديا رغبته في التوسع الاستثماري في تأنيث المحال المغلقة وشغلها بالنساء لتحقيق النمو الاقتصادي المنشود. من جانبها أشارت مسؤولة المبيعات في أحد مراكز التجميل إلى أن الانسيابية هي من تتحكم في حركة السوق، مشيدة بوعي أبناء المنطقة تجاه عمل المرأة في القطاع الخاص، لاسيما من كبيرات السن، لافتة إلى أن النظرة المجتمعية للنساء اللواتي يصطحبن أزواجهن أثناء عمليات التبضع لا تزال قاصرة، داعية إلى استحداث وظائف «حراس أمن» في مداخل المحال ومخارجها. في حين أفادت فاطمة الحربي بائعة في إحدى المولات التجارية أن دخلها المادي مجز، إلا أنها تتكبد مشاق الطريق وصولا للمنزل، إذ تصرف جل مخصصها في عمليات التنقل، وتجد في ذلك صعوبة خاصة في فترات العمل الأسبوعية التي تحدد من الساعة الثامنة حتى الثانية عشرة منتصف الليل، مبينة أن ما يساعدها على تخطي ظروف الحياة، هو قيام صاحب العمل برفع الحافز المالي في حال تحقيق «المستهدف الشهري». في المقابل أبدت مها الزهراني تذمرها من قرار تأنيث محال المستلزمات النسائية، لافتة إلى أن البائعة تكون غير مؤهلة للتعامل مع المتسوقات، مطالبة الجهات المختصة بالقيام بتنفيذ دورات في مجال البيع حتى لا يتعرضن للإحراج في عرض منتجات المحل. وبدورها ألمحت علياء الغامدي أن ما ينقص البائعات السعوديات هو الخبرة ومعرفة وسائل التواصل بالزبون وكيفية خدمة العملاء بطريقة لائقة، مشيرة إلى أن هذه الأسباب قد تؤدي إلى ابتعاد الزبائن من المحلات التي يبعن فيها بائعات سعوديات. وتوافقها الرأي خلود العنزي أنه بالفعل تنقصهم الاحترافية في التعامل مع الزبائن وطرق التواصل الأكثر فعالية معهن، مرجعة ذلك بأنه يعود إلى نقص الدورات التدريبية بالمدينةالمنورة للبائعات عن خدمة العميل وأبرز وسائل التواصل معه.