دعت مجموعة من النساء في المدينةالمنورة إلى تدشين أسواق خاصة بالنواعم، حتى تتسوق المرأة في هذه المواقع بعيدا عن العيون الفضولية والمتلصصة، مؤكدات أن وجود بائعات في الأسواق النسائية من الأهمية بمكان لأن المرأة تشعر بالحرج حينما تشتري ما تحتاجه من الملابس الداخلية من المحال التي يعمل بها رجال. وقالت مجموعة من النساء في طيبة بصوت واحد: «نشعر بالحرج حينما نشتري الماكياج والعطور والملابس الداخلية». وفي هذا السياق قالت حصة أم الهنوف إحدى المتسوقات: «نحن نساء ونحب أن نتعامل مع نساء مثلنا وإذا وجدنا مكانا مخصص لنا تعمل فيه نساء فأنا لا أمانع أن تعمل ابنتي فيه بالعكس سأكون مطمئنة، لأنها في مجتمع نسائي خاص». من جهتها أوضحت رائدة يوسف بقولها: «نحن نشعر بالخجل من الرجال لدرجة أنني إذا أردت أن أشتري شيئا أقف بعيدا وأترك المهمة لوالدتي للتفاوض مع البائع، حيث لم تعد لنا خصوصية، فالمضايقات ليست من البائعين فحسب بل حتى من المراهقين والعيون المتلصصة في المولات التجارية ولا ندري لماذا يسمح لهم بالدخول للأسواق دون عائلة». وفي نفس السياق قالت سليمة المحمدي والتي كانت في أحد الأسواق تشتري ملابس لحفيدتها اليتيمة، إن المرأة تستحي من الرجال البائعين ولكنها يمكن أن تتعامل مع المرأة البائعة بكل أريحية. وتحدثت ل«عكاظ» حنين خشيم مديرة أحد المعارض بقولها إنها تعمل في أحد المعارض الخاصة ببيع المستلزمات النسائية منذ خمسة أشهر وأن التجربة في غاية الروعة منذ أن بدأت في العمل إلى هذا اليوم، وقالت «أشعر بالراحة في عملي خاصة أنني أتعامل مع النساء». واستطردت خشيم بقولها «التعامل سلس ومريح بيني وبين مديري ويتم ذلك عن طريق (الإيميل) فهو يرسل لي ملاحظاته». وعن نوع الخصوصية في في المعرض قالت: «لنا كل الخصوصية ونشعر وكأننا يد واحدة ونعمل في هذا المحل النسائي البحت، وهناك مستودع خاص بنا ونقوم بترتيب المحل دون وجود رجل فوق رؤوسنا». وعن رواتب الفتيات العاملات في المحل قالت: «تصل رواتبنا من 3800 إلى 5000 تقريبا وهي رواتب مجزية». وفيما إذا كان العمل بحاجة إلى مؤهل دراسي قالت: «لا يشترط وجود مؤهل دراسي فنحن خريجات ثانوية ومتوسطة»، وعن متابعة الإدارة لعمل الفتيات في المعرض قالت: «الإدارة تتابعنا باستمرار ويكون ذلك بزيارة شهرية لتفقد الأوضاع في المحل وتتمثل تلك الزيارة في مدير الماركة والمدير المسؤول عن الموظفات». وأضافت خشيم «لم نواجه مشكلات ولا صعوبات ولكن ما يحرجنا عندما تدخل الزبونة مع زوجها إلى المعرض ورغم أنه نسائي بحت إلا أنها تصمت وزوجها يتحدث نيابة عنها ونحن اخترنا أن يكون عالمنا نسائيا بحتا ولا نريد أن يكون الرجل متحدثا يخاطبنا فيما هو من حق المرأة وخاص بها فهذه أصعب مشكلة تواجهنا». من جانبها أوضحت أسرار الشمراني موظفة مستجدة في المعرض أن التجربة جميلة وممتعة جدا، وقالت «أنا مرتاحة في العمل رغم وجود بعض الصعوبات في البداية نظرا لطول ساعات العمل والضغط المتواصل وما ينتج عنه من إرهاق كبير وكان ذلك في البداية فقط، أما الآن فالوضع ممتاز جدا وأتمنى أن تعم التجربة في جميع الأقسام من ماكياج وعطور وغيرها من خصوصيات المرأة». وفي سياق متصل بالموضوع قالت الموظفة ابتهال إن التجربة جريئة وجيدة وفيها كسر لروتين البيت وممتعة لكونها نسائية رغم صغر المكان مقارنة بالسوق الكبير»، وأكدت على أهمية رضا الأهل عن هذه الوظائف لأن المعرض نسائي بحت. من جهتها أوضحت إحدى البائعات في معرض نسائي آخر بقولها «كانت التجربة في بدايتها جميلة لكونها جديدة علينا ولكن نحن نواجه مضايقات من الجميع ويكلفوننا بأعمال ليست من مهامنا الوظيفية فنحن خصصنا لمساعدة المرأة في اختياراتها النسائية، وليس مشاركة العمالة في فك الكراتين واستخراج الملابس، وضع الأسعار عليها، وفرد كل قطعة على حدة وتعليقها». وأضافت قائلة «هناك فتيات لا يمانعن في فك الكراتين وتعليق الملابس النسائية الجديدة بسبب قسوة ظروفهن المعيشية». وفي موازاة ذلك أوضح المتحدث الرسمي لوزارة العمل حطاب العنزي أن الوزارة تقوم بحملات تفتيشية من أجل تقييم الوضع، ومراقبة تنفيذ القرار على أرض الواقع، وأن قرار التأنيث شمل جميع المحلات المتخصصة في بيع الملابس النسائية الداخلية. وأضاف العنزي أن المؤشرات الأولية لتطبيق القرار مشجعة وإيجابية وأن أعداد المحلات الملزمة بتطبيق القرار تصل إلى 4332 محلا نسائيا مختصا باللوازم النسائية الداخلية بعدما كانت بالسابق تشغل وظائفها عمالة وافدة. مستلزمات نسائية مدير فرع وزارة التجارة في المدينةالمنورة خالد قمقمجي قال «قرار تأنيث محال المستلزمات النسائية معنية به وزارة العمل وهي الجهة المنفذة لهذا القرار وفق ضوابط وشروط تضعها الوزارة، ومن خلال جولات مراقبي الفرع فإن هناك بعض المحلات بدأت بتنفيذ هذا القرار، مع العلم أن وزارة التجارة تقوم بالإشراف على جميع المحلات التجارية».