لم يجد النساء الموظفات سواء في القطاع الحكومي أو الخاص اللاتي يعملن في شهر رمضان غير الاستعانة بالطباخات إنقاذهن من مأزق إعداد وجبة الإفطار لأسرهن، بسبب إرهاقهن من العمل وضيق الوقت الذي لا يكاد يتسع لإعداد وجبة الإفطار. تعمد بعض النساء إلى أخريات مختصات في إعداد الأطعمة والمأكولات بكافة أشكالها، فهن يدركن أن انشغالهن في العمل لن يساعدهن في الإيفاء بمتطلبات الأسرة الغذائية في الشهر الفضيل، لذلك وجدن فرصة الطبخ المنزلي الذي يتم إعداده في المنزل على أيدي طباخات ماهرات، هو سيد الموقف الذي سيخرجهن من دائرة الحرج أمام أزواجهن وأبنائهن. وتجد الطباخات فرصة سانحة للإبداع في تقديم أفضل أنواع الأطعمة، حتى يحظين بنصيب وافر من الزبائن الذين يكثرون في شهر رمضان على سائر الأشهر الأخرى، ويتنافس على إعداد قوائم الطعام الخاصة بوجبة الإفطار، والتي تشمل الأطباق الرئيسة والحلويات وأنواع الأطعمة المختلفة التي تحاول من خلالها جذب أكبر قدر من الزبائن وبخاصة الموظفات نظرا لانشغالهن. وتعد الطاهيات قوائم تتضمن العديد من أصناف الأطباق التقليدية والمتعارف عليها في شهر رمضان منذ وقت مبكر، للتسويق عن أشهر أطباقهن، والتي تعتبر عاملا مهما في جذب الزبائن، «عكاظ» التقت الطاهية أم محمد التي أكدت أنها بدأت في الاستعداد بشهر قبل الموسم، وذلك بإعداد قوائم وأصناف جديدة، إضافة إلى الأطباق الرئيسة والتقليدية، «أعمل أنا واثنتان من أخواتي بتجهيز كل ما نحتاجه، واستقبال الطلبات والحجز، الذي يبدأ بعد وضع الإعلان في مواقع الإنترنت إضافة إلى النشرات التي توزع في أماكن تجمع النساء، حيث نستقبل الطلبات ونسجلها بشكل يضمن عدم الازدحام»، مشيرة إلى أن «بعض الزبائن يتعاملون معنا لمدة شهر كامل». وعن أكثر زبائنها قالت أم محمد، «الموظفات العاملات هن أكثر زبائننا نظرا لضيق وقتهن في إعداد وجبة الإفطار والتي تعمد أكثر الأسر إلى ملء المائدة بأشهى أنواع الأطعمة في شهر رمضان». وعن الأسعار التي تتقاضاها قالت: أسعارنا معقولة، فالسوق ليست لنا وحدنا فهناك الكثير من الطاهيات اللاتي يتنافسن خاصة في شهر رمضان فأسعارنا متقاربة فمهنتنا تعتمد في الأساس على المذاق والطعم الشهي فربما أكون عند البعض مميزة إلا أن البعض الآخر يرى غيري الأفضل. وأضافت «هناك بعض الطاهيات زميلات لنا في المهنة وأحيانا نصادف ونعمل أعمالا مشتركة، خاصة إذا كانت الطلبيات كبيرة وخاصة لعمل البوفيهات المفتوحة للإفطار أو وجبات السحور».