حولت العديد من السيدات، خاصة الأرامل والمطلقات منهن، منازلهن إلى مطاعم في رمضان، حيث عملن على إعداد وجبات الفطور والعشاء والسحور فيها، في تحد قوي منهن على اجتياز ظروفهن، ولم يقتصر الأمر على بيع المأكولات الشعبية، بل تعداه إلى عمل الحلويات وابتكار الكثير من الأنواع الجديدة. تفوقن على المطاعم تقول أم محمد (أرملة) إحدى العاملات، إن السيدات العاملات في هذا المجال تفوقن من منازلهن على المطاعم، عندما كسبن ثقة الزبون، وذلك بضمان جودة ونظافة المنتج أكثر من المطاعم، مشيرة إلى أن غالبية العمالة العاملة في تلك المطاعم غير حريصة على النظافة والجودة. وذكرت أم محمد بأنها أرملة وتعول ابنتها «عشرة أعوام» وتعمل على إعداد جميع المأكولات الشعبية المتنوعة، مثل الكبسة والقرصان والمرقوق، وغيره من المأكولات، مبينة أن عملها لا يقتصر على المأكولات الشعبية فحسب، بل اتجهت مؤخرا إلى عمل أصناف الحلويات، وأضافت «بدايتي كانت بأشياء بسيطة ثم تطورت مع الأيام». وقالت إن زبائنها يطلبون ما يريدون من مأكولات عبر التلفون، متخذة من جودة الصنع وطيبة النفس والالتزام بالموعد مع الزبائن شعارا لها، ما جعل الزبائن يقبلون عليها دون أن تتعرف عليها، مبينة أن طبخها يسبقها للتعريف بها. تحلم بالمطعم أم فيصل التي تخصصت في بيع الحلويات، حيث يعد رمضان سوقا رابحا لها، أشارت إلى أنها تحولت من بيع المأكولات الشعبية إلى الحلويات لكثرة النساء اللآتي امتهن بيع تلك المأكولات، وأكدت على نجاحها في هذا المجال ورواجه خاصة في رمضان، حيث إن أغلب النساء العاملات لايستطعن التوفيق بين عملهن وموائد رمضان العامرة، وأضافت «أعمل على تنفيذ موائد طعام المناسبات الكبيرة، ولم تواجهني أي صعوبات أو مواقف»، وقالت أم فيصل إنها تحلم بأن تفتح مطعما خاصا بها وأنها ستعمل على أن تكون أسعاره مناسبة، إلا أن الإمكانيات تحول دون تحقيق تلك الأمنية. بوفيهات مفتوحة وتقول أم فهد، إنها زاولت هذه المهنة منذ أكثر من 15 سنة، مشيرة إلى أن الحاجة دفعتها في البداية لمزاولة هذه المهنة، حيث توفي زوجها عن سبعة أبناء، فأشار عليها بعض الأقارب بامتهان هذه المهنة، خاصة أنها عرفت بين الأهل والأقارب بجودة الطبخ، وأضافت «كنت أعمل على إعداد الطعام في رمضان، وأنه ولكثرت طالبيه وخاصة من النساء العاملات، واصلت العمل في بقية أيام السنة»، مبينة بأنها وجددت بفضل الله الخير في ذلك، حيث زاد وتمدد عملها إلى إعداد البوفيهات المفتوحة والوجبات للاستراحات، حيث شاركت في العديد من المناسبات بالإضافة إلى معارض الأسر المنتجة. النساء العاملات من جهة أخرى استطلعت «عكاظ» آراء بعض السيدات حول الطاهيات في المنازل، حيث تقول أم عبدالإله: «تلجأ معظم السيدات لهذه المهنة لحاجتهن المادية غالبا، ولا أرى في ذلك حرجا فهو عمل كأي عمل وأنا ممن يؤيد الشراء منهن، بشرط أن تكون على تجربة سابقة في المناسبة أو ما شابه ذلك، وقالت إنها تشتري منهن كل ما تحتاجه من وجبات بسبب ارتباطها بعملها كونها طبيبة، وليس لديها الوقت لطهي وتنويع الطعام خاصة في رمضان»، وأضافت «في حالة دعوة زوجي لأصدقائه، فقد حلت لنا هؤلاء النسوة مشكلة كبيرة كن نعاني منها نحن النساء العاملات». فكر تجاري ووصفت منال، السيدات اللاتي يطبخن الطعام في منازلهن ويقدمنه لمن يحتاجه بأسعار معقولة، بأنهن صاحبات فكر تجاري ويستحقن أن يكن سيدات أعمال، وقالت إن إقبال النساء على شراء وجبات الطعام من الطاهيات ليس كسل منهن وإنما هو لضيق وقتهن، مشيرة إلى المرأة العاملة تعاني في ذلك كثيرا. وتؤكد وفاء الرحيلي، (عاملة)، أنها من الزبائن الدائمين لهن، وذلك لاختلاف طهيهن عن المطاعم، كما أن أسعارهن معقولة ومناسبة، معتبرة بأنهن البديل الأمثل للمطاعم خاصة بعد ما اشتهرت به المطاعم من إهمال من ناحية النظافة، وقالت إنها تشجع هؤلاء النسوة وتتمنى لهن مستقبلا طيبا بأن يفتحن محلات أو مكانا مخصصا لبيع منتجاتهن. إصدار التراخيص من جانبه أكد مصدر في أمانة مدينة الرياض، أن النساء العاملات في المنازل لم تصدر لهن تراخيص حتى الآن، إلا أنه استدرك قائلا: «إن العمل قائم لإصدار تنظيم يشمل النساء العاملات في منازلهن، ومن ثم إصدار تراخيص خاصة بهم قريبا».