سوق الخضار المركزي «الحلقة» في جدة الذي يقع في حي الصفا مجاورا للجهة الغربية من طريق الحرمين يمثل محطة استقبال كبرى لعديد الأطنان من مختلف أصناف الخضراوات والفواكه كما يمثل منفذ إمداد رئيسي لتزويد محلات بيع الخضر والفواكه داخل الأحياء ومراكز التسوق وكذلك المطاعم بما تحتاج من جميع أنواع الفواكه والخضراوات وعلى الرغم من النشاط الكبير الذي تشهده حلقة الخضار على مدار العام إلا أنها في أيام شهر رمضان تصل إلى ما يفوق الضعف. حيث ترتفع كميات الخضر والفاكهة المباعة بشكل كبير ما يعني في المقابل تنامي الكميات التي يتم استهلاكها ويدفع إلى ضرورة الاحتراز في ظل الأجواء الصيفية اللاهبة من الناحية الصحية بتكثيف الجهات الرقابية لأجهزة الأمانة للكشف على صلاحية وسلامة الفاكهة والخضار المباعة حفاظا على سلامة المستهلك بالإضافة إلى أهمية التأكد من تطبيق الوسائل اللازمة لتخزين ونقل الفواكه الخضراوات بطريقة مناسبة تضمن عدم تعرضها للتلف أو التلوث إلا أن الوضع الظاهر للسوق خلال جولة «عكاظ» عكست استمرار سوء التنظيم وانتشار أكوام النفايات والمخلفات بكميات كبيرة بجوار عبوات بعض الأنواع المباعة من الفواكه والخضر وبقاء بعض الشحنات الواردة من أصناف عدة إلى السوق في العراء تحت أشعة الشمس في انتظار لحظة تنزيلها من الناقلات لعرضها داخل إضافة لما تشهده الحلقة من سيطرة وتحكم المقيمين في البيع والشراء والأسعار في الحلقة. ويقول عبدالله الزهراني إن حال حلقة الخضار لم تتغير منذ سنوات ولم تشهد البنى التحتية في داخلها أي تطوير كما تردد في التصريحات الإعلامية لمسؤولي الأمانة عن مشاريع لتطويرها والارتقاء بمستواها وإنشاء موقع جديد لها. وأشار الزهراني إلى أن الروائح الكريهة المنبعثة من حاويات النفايات لبقايا الخضراوات والفواكه الفاسدة والمتناثرة بجوارها لازالت تزعج المتسوقين لافتا إلى وجود تجمعات للنفايات في مواقف السيارات وكذلك مياه الصرف الصحي بشكل يثير الاشمئزاز ويجعل بعض المتسوقين ينصرف على عجل. من جهته يرى مسعود الحربي أن هناك تقصيرا واضحا من جانب عمال النظافة حيث يتعمد البعض ترك أدوات النظافة والعمل في تحميل وتنزيل الخضراوات مقابل مردود مالي يتقاضونه من التاجر، لافتا إلى وجود فواكه تالفة بجانب البسطات وعلى جوانب ممرات السوق مما يتسبب في تجمع الحشرات والذباب والبعوض. وحمل الحربي مراقبي الأمانة مسؤولية جميع السلبيات التي يشهدها السوق ويعاني منها المتسوقون. ويرى خالد السلمي أن موقع سوق الخضار في جدة لا يرقى للمستوى المأمول مشيرا إلى الزحام الذي يشهده السوق في مواسم الإجازات وإلى تذمر السكان القاطنين بجانب الحلقة من العمالة التي ترتكب أحيانا سلوكيات مخالفة كتخزين الكراتين وبعض كميات الفواكه والخضار بجوار منازلهم. وأشار السلمي إلى وجود انبعاث روائح كريهة من حاويات النفايات سببها كميات الفواكه والخضراوات التالفة التي تلقى بشكل عشوائي بجانبها وتدني مستوى النظافة بشكل أدى إلى انتشار الحشرات والقوارض وتكاثرها، لافتا إلى أن عمليات التحميل والتنزيل وترك بعض عبوات الفواكه والخضراوات عرضة للشمس قد يؤدي إلى الإضرار بصحة المستهلك. تراكم النفايات أشارت أمانة محافظة جدة في تصريح سابق إلى أن السبب في تراكم النفايات والفواكه والخضار التالفة يعود إلى بعض التجار والموردين الذين لا يهتمون بنظافة أماكن تنزيل وتحميل الخضراوات، وأكدت الأمانة تكثيف الجولات الرقابية ومتابعة مراقبيها لوضع السوق للتأكد من سلامة الفواكه والخضار التي يتم عرضها للبيع وصلاحيتها للاستهلاك إضافة لمراقبة أعمال النظافة والعمالة التي تعمل في هذا المجال للتأكد من أدائهم العمل على الوجه الأمثل.