استغرب عدد من سكان مخطط شرق المدينة من غياب خدمات السفلتة وشبكة المياه والمدارس، مؤكدين أن نسبة البناء في الحي وصلت إلى قرابة 60 في المائة ورغم ذلك ما زالت شوارعه ترابية ويتم جلب الماء بالصهاريج من مسافات بعيدة فضلا عن غياب المدارس في المخطط. واجمع الأهالي أن نقص الخدمات الأساسية والمشاريع التنموية يشكل ظاهرة سلبية في المخططات السكنية الحديثة في المدينةالمنورة ، ما يؤكد عدم استفادة أمانة المدينةالمنورة من تجاربها السابقة في تخطيط الأراضي دون توفير المشاريع، والتي أثبتت فشلها على المدى الطويل، كون البدء في تنفيذ المشاريع بعد اكتمال توزيع المخططات يؤدي لتأخير إنجازها وارتفاع تكاليفها وسوء تنفيذها، فضلا عن ظهور العشوائية داخل المخططات التي يفترض أن تكون نموذجية تضم كافة الخدمات والمشاريع. وأفاد عدد من سكان مخطط الشرق في المدينةالمنورة أن الأمانة لم تضع في حسبانها أن تأخير الخدمات سوف يكلفها الكثير، فالتكلفة التي كانت قبل عشر سنوات تختلف تماما عن تكلفة الوقت الراهن، وذلك لزيادة المواد وتكاليف الأيدي العاملة في إنجاز المشاريع. وأضافوا بقولهم حينما يمشي الإنسان في المخططات الجديدة في المدينةالمنورة يشعر كأنه يعيش في قرية أو مركز بعيد عن المدينة، ورغم أن هذه المخططات داخل المدنية المنورة إلا انها تفتقد إلى الخدمات الأساسية، فمثلا هناك مخطط تم اعتماده منذ عام 1417 ه وهو مخطط شرق المدينة والذي يقع خلف مستشفى طيبة الجامعي وعلى طريق الملك عبدالعزيز المؤدي إلى المطار ومقابلا لمخطط الملك فهد ذلك المخطط الذي تنعدم فيه جميع انواع الخدمات الأساسية وعدم وجود للبنى التحتية وهو مقطوع عن العالم تماما إلا من الكهرباء وتبلغ نسبة العمران والسكان فيه قرابة 60 % وعدد الأراضي نحو 1600 قطعة سكنية. أهالي المخطط وصفوا الوضع بالمأساوي نتيجة ما يتكبدون من معاناة يوميا من إنعدام السفلتة رغم المناشدات المستمرة للمسؤولين في الجهات الحكومية بضرورة سفلتة شوارع الحي. يقول المواطن عبدالله المطيري أن مخطط شرق المدينة بأكمله لم يتم إيصال المياه له ولا يزال الموطنون يجلبون صهاريج الماء يوميا فيما شكلت أزمة المياه التي مرت سابقا بالمدينةالمنورة عامل ضغط على الأهالي كونها شهدت ارتفاعا مضاعفا بالأسعار وصلت فيه إلى حد 500 ريال للصهريج الواحد. وقال لقد وصلت المياه للمستشفى الجامعي ما يعني انها موجودة وواصلة والمخطط فقط بحاجة لتمديدها لكافة أرجاء المخطط. أما بندر المطيري فيقول ضمن المخطط المعتمد من الأمانة تم تخصيص أربعة قطع لبنائها كمساجد لأهالي المخطط إلا أنه حتى الآن لم يتم تنفيذ أي مشورع بهذا الخصوص ولم يتم بناء أي مسجد، مبينا أن معاناة الأهالي ما زالت مستمرة والوضع الحالي الآن أن أحد أصحاب الأيادي البيضاء خصص هنقرا لأداء السكان فيه الصلوات وهو عبارة عن مسجد الحي، ومساحته صغيرة جداً لا تستوعب أكثر من 100 مصل فقط وقد رصدت عدسة «عكاظ» عدد من المواطنين يصلون في العراء لعدم وجود مساجد في تلك المنطقة وأطالب بالبدء في إنشاء مسجد يخفف من معاناة أهالي الحي والمسؤولية هنا تقع على فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف ومن المفترض متابعة كل المخططات الحديثة والتي تبدأ فيها الكثافة السكانية بوصولها إلى نسبة معينة للبدء في انشاء مساجد لخدمة تلك المخططات الجديدة . من جهته أوضح صالح المغذوي أنه لا توجد أي مدرسة حاليا في المخطط وقد الحقنا ابناءنا في مدارس بعيدة جدا عن منازلنا ولا زلنا نطالب بإنشاء مجمع مدارس بنين وبنات. وأضاف: ان الكثير يضطرون لعكس شارع الخدمات في طريق الملك عبدالعزيز للوصول إلى التقاطع واشاروا إلى ان ابرز الحلول التي اقترحوها هو تقديم التقاطع ليكون موازيا لمدخل المخطط أو إنشاء أكثر من تحويلة في الشارع لخدمة أهالي الحي وذلك بإزالة جزء من الرصيف ليتمكن الأهالي من الخروج والدخول بسهولة بدلا من قطع المسافات الطويلة. مركز صحي وأشاروا إلى أن المخطط بحاجة ماسة لوجود مركز صحي داخل المخطط السكني للاستفادة من خدماته الطبية خاصة أن أقرب مركز صحي لهم يبعد قرابة 10 كيلو عنهم. وقال محمد الحربي أن الحي يعاني من عدم وجود توصيلات للصرف الصحي مما يفاقم أزمتهم ويزيد معاناة الأهالي ويكلفهم مبالغ فوق تحملهم وذلك باستقدام وايتات لنقل تلك المياه بشكل شهري على حسابهم الخاص وأضاف أن هذا المخطط من المخططات العجيبة والتي لا تتوفر فيه حتى شبكة الاتصال حيث ان لايوجد أبراج في تلك المنطقة وشبكة الجوال فيه شبه معدومة. استراتيجية العمل من جانبه أوضح الدكتور محمد الخطري مدير فرع الشؤون الإسلامية والأوقاف بالمدينةالمنورة ان جميع أحياء المدينةالمنورة تحت الاهتمام وهناك استراتيجية للعمل يتبعها الفرع سيتم من خلالها إنشاء المساجد وفق الاحتياج والإمكانيات وخاصة في المخططات الجديدة بالمدينةالمنورة.