عندما تريد الدخول لمخطط «ت 3» غربي المدينةالمنورة فإنك تدوخ السبع دوخات وعليك عكس السير مرات عدة حتى تصل للمخطط، كما أن المخطط الذي عمره 13 سنة يخلو من السفلتة والإنارة مما جعل قاطنيه يصفونه بالمخطط المنسي طوال هذه السنوات الطويلة. سكان مخطط «ت 3» السكني دعوا المسؤولين في أمانة منطقة المدينةالمنورة بالنظر في مطالباتهم المتكررة بإيصال الخدمات لمخططهم الذي يشهد حركة عمرانية عطلها غياب الخدمات البلدية من سفلتة وأرصفة وإنارة ونظافة وتركه محاصرا بدون مداخل توصل إليه. بداية يقول حميد محارب الجهني أحد أقدم الساكنين في هذا المخطط إن مخطط «ت 3» يعاني الأمرين من ناحية السفلتة التي هي هاجس السكان ومعضلة تواجههم صباح مساء، لافتا إلى أن شوارع المخطط تشكو وتئن منذ 30 عاما من الإهمال وتركها بدون سفلتة طوال هذه السنوات الطويلة، كما يعاني السكان من تطاير الغبار بمجرد مرور المركبة خلال طرق هذا المخطط ويضطر السكان إلى الاستعانة برش الشوارع بالماء كي لا يتطاير الغبار ويكتم أنفاسهم وخصوصا الأطفال منهم. مشيرا في نفس الوقت إلى أنهم يضطرون لكنس منازلهم على مدار الساعة لدخول الغبار إليها من الشوارع المحيطة بالمنازل. ويضيف الجهني، إنه شخصيا أصيب بالربو جراء الغبار المتطاير من المخطط ويراجع المركز الصحي ليعطوه أكسجين جراء ما لحق به من ضرر بسبب فقدان المخطط للسفلتة، داعيا أمانة منطقة المدينةالمنورة بسرعة تعبيد شوارع المخطط كي يرتاح السكان من مشكلة الغبار الذي يدخل كل بيت بالمخطط. ويضيف الجهني إن المشكلة تكمن في أن هناك مؤسسة مكلفة بسفلتة شوارع الحي إلا أنها تقوم بردم الشوارع ورصفها ومن ثم تتركها بدون سفلتة وبعد حوالي أربعة أو خمسة أشهر تعود تلك المؤسسة لنشاطها نفسه مما أضر بسكان المخطط وجعلهم في صداع مستمر مع معدات المؤسسة التي تتولى الحفر ما يؤدي إلى اهتزاز بيوت الحي. ويتساءل الجهني: أين الجهات الرقابية في رصد عمل المؤسسة المكلفة بسفلتة الطريق وإراحة السكان من الصداع اليومي. من جانبه يؤكد المواطن سعيد سالم السناني أنهم في مخطط «ت 3» غرب المدينةالمنورة القريب من مدينة الأمير محمد بن عبدالعزيز الرياضية يكنسون منازلهم يوميا جراء دخول الغبار اليها لأن شوارع الحي ترابية على الرغم من أن الحي قديم وعمره يزيد على 31 سنة ويجاور مدينة الأمير محمد بن عبدالعزيز الرياضية و لكن لم يتم تعبيد شوارع المخطط أسوة بمخططات أخرى جديدة جاءت بعده بمراحل. وتابع بقوله «المخطط بعيد عن أنظار المهتمين بالسفلتة على ما يبدو لأن معدات السفلتة تردم شوارع المخطط ثم تغادر لعدة أشهر بدون أن تقوم بالسفلتة ولا نعرف سببا لذلك، وقد تقدمنا أكثر من مرة بشكوى خطية لبلدية البيداء التابع لها المخطط وأوضحنا خلال تلك الشكاوى حال المخطط ومعاناة سكانه مع السفلتة، وفي كل مرة نتلقى وعودا من البلدية ولكن هذه الوعود تذهب أدراج الرياح وكأن شيئا لم يكن. ويأمل السناني من أمانة منطقة المدينة سرعة البت في أمر هذا المخطط ذو الكثافة السكانية العالية وأن يتم إنجاز السفلتة سريعا وأن يتم التخلص من الغبار الذي سبب لهم المتاعب. ويوافقه في الرأي مطلق العنزي الذي أوضح بأن البيوت والمساجد تمتلئ بالغبار بمجرد مرور السيارات بطرقات المخطط مطالبا الجهات المعنية بسرعة سفلتة شوارع الحي حفاظا على صحة السكان وقبل أن تتفاقم مشكلة دخول الغبار لصدور السكان بالمخطط. وفي نفس السياق أوضح عبد ربه جمعة السناني من سكان المخطط أن المخطط بدون مداخل إذ ألغت أمانة منطقة المدينةالمنورة مداخل المخطط من جهة شارع ال100، إذ أن من يريد الدخول للمخطط يرتكب مخالفة عكس السير ويخاطر بحياته وحياة أسرته، فربما تواجهه مركبات مسرعة وبالتالي وقوع حادث مأساوي في مدخل المخطط. وأضاف، إن هناك طريقة أخرى تتمثل في أن من يريد الدخول للمخطط عليه أن يقطع شوارع أخرى بعيدة عن المخطط كي يجد مدخلا صغيرا يوصله للمخطط، لافتا إلى أن إغلاق أمانة منطقة المدينةالمنورة مداخل المخطط يضر بسكان المخطط فلو حدث حريق فإنه سيكون مأساويا بكل المقاييس، داعيا في الوقت نفسه إلى ضرورة فتح منفذ الحي كي ينعم السكان بالسلامة. ويشير المواطن محمد حمد المحياوي من سكان مخطط «ت 3» إلى أن المخطط قديم جدا وتفتقر شوارعه إلى السفلتة والإنارة لأنه عند حلول الظلام يجد الأهالي صعوبة في الوصول للمساجد بالمخطط وبالتالي يتعرض سكان المخطط وخصوصا كبار السن وضعاف النظر إلى لدغات العقارب السامة خاصة في فصل الصيف، حيث تخرج تلك الحشرات ليلا من جحورها كي تحس بالبرودة. نقطة أخرى أشار إليها المحياوي وهي أن المخطط لا توجد به مدارس بنات وقد نقلت المدارس إلى «مخطط ت 6» وهذا أضر بالسكان لأن الطالبات في رحلة الذهاب والعودة من المدراس يتعرضن إلى مضايقات من بعض ضعاف النفوس ويطالب المحياوي أن يتم إعادة المدارس إلى المخطط كي يرتاح أولياء الأمور من معاناة نقل الطالبات فالبعض لا يجد وسيلة نقل تنقل بناته للمدرسة بالحي الآخر. أما كل من عودة المرواني ومحمد سعد المحمدي وعناد السحيمي وحمود أحمد الغامدي فيؤكدون أن المخطط ورغم عمره الزمني الطويل وكثافته السكانية إلا أن شوارعه ما زالت صحراوية يتطاير منها الغبار بشكل كثيف جدا وهذا يسبب الضرر للأهالي. وأشاروا إلى أن المخطط يعاني من غياب السفلتة والإنارة، كما أنه يزخر بأكوام من مخلفات المباني التي تضايق السكان ويجب على أمانة منطقة المدينةالمنورة رفعها ومحاسبة من وضعها بهذا بالمخطط إضافة إلى أن المخطط بحاجة إلى فتح مداخله من جهة شارع ال100 لأن إقفال المداخل أضر بالسكان وجعلتهم يتكبدون المشاق للحصول على مدخل للمخطط مما حدا بهم لعكس السير لمسافة طويلة كي يصلون لمنازلهم بالمخطط وهذا يسبب لهم حوادث جراء عكس السير. . استراتيجية الخدمات من جهته أوضح المهندس يحيى سيف مساعد وكيل أمانة المدينةالمنورة للخدمات أن الأمانة تولي مخططات المدينة كل اهتمامها ومن ضمنها هذه المخططات، حيث ستأتيها إن شاء الله الخدمات وفق استراتيجية مدروسة للخدمات وضعتها الأمانة و سوف يشهد الحي خلال الفترة المقبلة حراكا في جميع الخدمات مثل السفلتة والإنارة وذلك في سياق راحة أهالي الحي.