في مدخل مخطط الزهراء (د) تختلف المعادلات وتتصاعد الأنفاس ويصبح الدخول إلى الحي مغامرة غير محسوبة العواقب، لأن مدخل الحي عبارة عن منحدر جبلي وتضاريس وعرة ترهق السكان، فضلا عن غياب الخدمات في الحي، ووجود مجرى ماء يصدر البعوض إلى سكان الحي. وأجمع عدد من سكان مخطط الزهراء شمالي المدينةالمنورة أن مدخل المخطط يقع على منحدر جبلي ويشكل خطورة على مستخدمي المدخل، كما أن شوارع المخطط تتكدس فيها النفايات، فضلا عن أن البعوض اعتاد على أجساد الأهالي. وأضاف سكان المخطط أنهم يشعرون بالحسرة حينما يشاهدون بقية المخططات تنعم بكافة الخدمات بينما الزهرة معزول وكأنه في عالم آخر، موضحين أن من يزور هذا المخطط لأول مرة يعرف مدى المعاناة التي يعيشها السكان وذلك بالرغم من مشاهدتهم لمخططات سكنية من حولهم تزخر بكامل الخدمات. وتابعوا أن المخططات التي تنعم بالخدمات لا تبعد عنهم كثيراً، وبالرغم من ذلك فإن مخطط الزهراء (د) بحاجة للاهتمام وإدراجه في سلسلة المشاريع، وذلك نظرا لأن به كثافة سكانية عالية. وفي هذا السياق أوضح ساعد المحمدي أن مخطط الزهرة (د) يعد أحد المخططات السكنية التي دخلت أروقة الجهات المختصة ولكن المخطط اصطدم بالكثير من العقبات التي تجعل منه مخططاً سكنياً نموذجياً، وبالرغم من سماح أمانة منطقة المدينةالمنورة للأهالي بالبناء في المخطط، إلا انه ما زال يفتقد للكثير من التجهيزات مثل السفلتة والإنارة والبنية التحتية، التي يجب توفرها قبل البدء في البناء. وأضاف بقوله: الخدمات لم تصل بالشكل الصحيح إلى المخطط، رغم أن الكثير من الأحياء تشهد تطورا في خدمات السفلتة والإنارة، لكن مخطط الزهرة ما زال بعيدا عن هذه الخدمات. وفي نفس السياق قال سامي الحربي: إن مخطط الزهراء (د) تجاوزعمره ثلاث سنوات ورغم ذلك ما زال يبحث عن هوية إثبات وشهادة تقوده لدرجات المخططات المكتملة في التجهيزات، التي لا تبعد كثيراً عن موقعه، فالمخطط التنظيمي في هذا المخطط ينتظر العمل به لاستكمال السفلتة، كما ينتظر المواطنون تركيب أعمدة الإنارة في الشوارع وفي الطرقات العامة من المداخل الرئيسية للحي وتوفر المراكز الصحية والتعليمية. وفي نفس السياق أوضح صالح الدبيسي أنه من أقدم سكان المخطط الذي وفقا لقوله ما زال في حاجة إلى العديد من الخدمات التي تساعده على أن يكون من الأحياء والمخططات السكنية النموذجية، حيث تجد المخطط وقد بدا عاجزاً عن تحقيق الأمان البيئي لكل من يسكن فيه. وأضاف الدبيسي: لا يوجد في المخطط مداخل أو مخارج رئيسية مجهزة، ونتسلل فوق الجبال بمركباتنا للدخول أو الخروج من الحي ، معرضين حياتنا وحياة أسرنا لخطورة منحدرات تلك الجبال، وقال: إن المخطط يشكو من النقص الحاد في الخدمات مثل السفلتة والإنارة، كما بدأت تظهر في شوارعه الترابية مخلفات البناء، حيث يستخدمه عدد من أهالي المخططات المجاورة لرمي تلك المخلفات. وقال حمزة الشريف: بدأت تتشكل في المخطط مجموعات من الشباب الذين اتخذوا عددا من الشوارع والطرقات أماكن يتجمعون بها بعيداً عن الرقابة، ساعدهم في ذلك الظلام الدامس الذي يتعرض له المخطط لأن الشوارع غير مضاءة، وهو ما حدا بالسكان إلى التذمر ودعوة الجهات المختصة للاهتمام بالمخطط. كما شكا عايض المطيري من حرمان أهالي المخطط من أبسط الخدمات فالشارع أمام منزله مثلا يعج بالتراب والأوساخ ولا يوجد تصريف للصرف الصحي، كما أن القسم الأكبر من شوارع الحي تكسوها الحفر ومياه الأمطار والمستنقعات والمياه، مشير إلى أن معظم شوارع الحي ترابية وغير معبدة، كما تجد النفايات في كل مكان. (عكاظ) بدورها رصدت انتشارا كثيفا للبعوض في جميع أرجاء المخطط السكني، وعند السؤال عن سبب ذلك قال أهالي المخطط إن هناك مجرى لواد بجوار المخطط تتجمع فيه المياه الراكدة وظهرت فيه الاشجار بكثافة، ومنه ينطلق البعوض كل يوم في أرجاء المخطط، حيث لا يكاد يخلو جزء من أجسادنا الا وقد تعرض للدغات ولسعات البعوض. وذكر صالح الدبيسي أن البعوض والغبار في المخطط تسببا في مشكلات صحية لا حصر لها لأهالي المخطط، وتشهد المستشفيات حسب قوله الكثير من مرضى الربو وقرص البعوض خاصة الأطفال والمسنين. وتابع بقوله: خاطبنا عمليات أمانة منطقة المدينةالمنورة أكثر من مرة، ولكن للأسف لا يزال البعوض موجودا ومنتشرا دون مبالاة من الجهات المختصة. وأضاف: إن الحي ليست به مدارس ولا خدمات حيوية ولا حتى مركز صحي. ومن جانبه أبدى محمد الحربي معاناته من عدم وجود مدارس حكومية في الحي وقال: اضطر لتوصيل ابنائي كل صباح للمدارس في أحياء أخرى مجاورة، واستمرار هذا الوضع يزيد من إرهاقي وتضييع وقت كبير في إيصالهم لتلك المدارس البعيدة عن المخطط الذي نسكنه. من جهته أوضح ل(عكاظ) رئيس المجلس البلدي في المدينةالمنورة الدكتور صلاح الردادي بأن جميع المخططات السكنية الحديثة هي محل اهتمام الجهات المختصة، مؤكداً ان المجلس يستقبل أي ملاحظات على تلك الاحياء من قبل الاهالي أو من قبل العضو المرشح عن تلك المنطقة، ثم نقوم بإعداد تقرير متكامل عن أهم احتياجات المخطط أو الحي ودراستها ووضع المقترحات اللازمة، ومن ثم رفعها لأمانة المنطقة للتعرف على أبرز المشاريع التي تستهدف المخطط السكني، بالإضافة الى إدراج المخطط في المشاريع القادمة بشكل عاجل في حال عدم إدراج المخطط في مشاريع قريبة. رصد الاحتياجات رئيس المجلس البلدي في المدينةالمنورة الدكتور صلاح الردادي وعد أهالي الأحياء السكنية الجديدة برصد جميع الاحتياجات التي تحتاجها تلك المخططات والعمل على توفيرها في أسرع وقت ممكن، وذلك من خلال التنسيق المباشر مع أمانة المنطقة. لافتا إلى أن المجلس البلدي يعتبر بمثابة لسان سكان أحياء المدينةالمنورة للمسؤولين.