ترى الأسر المنتجة في المهرجانات التي تنظم بين الحين والآخر في محافظة الطائف فرصة سانحة لعرض منتجاتها من مأكولات شعبية وأعمال يدوية أو حرفية، لكنها تصطدم بعقبة منافسة وافدات ووافدين يستأجرون بالباطن بصورة غير نظامية مواقع في تلك المهرجانات من المستثمرين. وتتمنى الطاهيات من بنات تلك الأسر السماح لهن بعرض الأطباق الحجازية وغيرها من الأطباق السعودية، لكن القائمين على المهرجانات يرفضون ذلك بحجة أن هناك مطاعم تعد هذه الأصناف ليجدن أنفسهن أمام خيارين لا ثالث لهما، فإما عدم المشاركة أو الاقتصار على عرض عدد محدود من الأصناف مثل الجريش، المرقوق وبعض الفطائر والحلوى الشعبية. بينما يؤكد المدير التنفيذي لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بمحافظة الطائف طارق خان دعم الهيئة للأسر المنتجة موضحا أنه لا يتم تقاضي أي إيجار منها في المهرجانات إلا إذا كانت غير مسجلة ضمن الأسر المنتجة لدى عدد من الجهات الحكومية. أم عائض تقول إنها تعمل طاهية من منزلها منذ أكثر من سبعة أعوام. وتطبخ مختلف أصناف المأكولات الخليجية بصفة خاصة والشرقية بصفة عامة لتوفر الوجبات لكثير من الأسر والشباب الذين ليس لديهم أسر في الطائف. وانطلاقا من الخبرة الكبيرة التي اكتسبتها في هذا المجال اقتحمت عالم المهرجانات لكنها واجهت مضايقات من بعض المستثمرين حينما حاولت استئجار ركن في أحد مهرجان الصيف لأنهم يعرضون في كافتيريات وأكشاك نفس الأصناف التي تعرضها، ولذلك اقتصرت مشاركتها على عرض المأكولات الشعبية فقط. وناشدت أمانة المحافظة التدخل لإفساح المجال لها ولزميلاتها من الطاهيات السعوديات قائلة «ليس لدينا مصدر رزق آخر غير الطهي. وكل ما نطمح إليه هو تخصيص أركان أو أكشاك لنا في مهرجانات الصيف، الورد وسوق عكاظ التاريخي وغيرها». وتشير أم خالد إلى أنها تجد إلى حد ما الفرصة في عرض ما تطبخه من مأكولات في المهرجانات إلا أن الاحتكار لبعض الأصناف يعرضها لمنافسة من قبل عمالة وافدة تسيطر على مساحات واسعة من الأركان المخصصة في الخيام لبيع أصناف معينة كالبليلة والذرة والبطاطس المقلية والآيس كريم. وطالبت الأمانة والقائمين على المهرجانات تخصيص مواقع للأسر المنتجة خاصة التي يعتبر الطهي مصدر رزقها الوحيد. أما أم محمد المتخصصة في إعداد الحلويات بمنزلها فتقول إن كثيرا من الأسر المحتاجة خاصة المستفيدة من إعانات الضمان الاجتماعي تسعى لكسب رزقها من طهي المأكولات وإعداد الحلويات. ونظرا لأن أسرتها من هذه الأسر حاولت عرض منتجاتها في مهرجان الصيف لكنها تفاجأت بارتفاع الإيجارات والاشتراطات التعجيزية التي حالت دون مشاركتها بحجة أن هناك تجارا يبيعون نفس الأصناف التي تعدها هي، ما دفعها إلى عرض منتجاتها على فرش بساحة المهرجان لتبيع لزواره وتكسب قوتها وقوت أبنائها. من جهته، أكد المدير التنفيذي لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في محافظة الطائف طارق خان أن الهيئة وفرت أكثر من خمسة مواقع للأسر المنتجة في مهرجان «صيف الطائف 34» الحالي لتعرض فيه منتجاتها الخاصة وليس المنتجات التي تباع في المحلات والأسواق التجارية، لافتا إلى أن دور الهيئة هو التنسيق والترتيب والدعم للأسر المنتجة بالتعاون مع وكالة الضمان الاجتماعي ومركز سيدات الأعمال بالغرفة التجارية الصناعية. وأشار إلى أنه من الضروري تسجيل الأسر المنتجة من خلال مظلة رسمية تكون تابعة لهيئة حكومية. وقال إن ما يحدث هو أن بعض الأسر المنتجة تريد مواقع في القرى السياحية وترفض التواجد في المواقع التي تم تجهيزها لها. وأضاف أن الأسر المنتجة التي لم تسجل في إحدى الهيئات الرسمية عليها المسارعة في التسجيل. وأضاف «كثيرا ما نجد بعض الوافدات يعملن تحت مسمى الأسر المنتجة ونحن ندعم في المقام الأول الأسر السعودية نافيا دفع الأسر المنتجة أية إيجارات لمواقع لعرض منتجاتها». وأضاف أن هيئة السياحة والآثار تقوم على دعم كل الأسر المنتجة وتوفير ما تحتاجه ماديا ومعنويا في جميع مهرجانات العسل، الورد الطائفي، سوق عكاظ التاريخي، البهيتة وصيف الطائف. واختتم خان حديثه قائلا إن على كل أسرة منتجة تريد عرض أعمالها اليدوية أن تبادر بالتسجيل لكي تتمكن من الحصول على الدعم.