حصدت شادية توفيق جستنية، الطاهية المكية الأولى والشهيرة ب «أم هاني»، عددا من الجوائر التقديرية والتشجيعية من بعض المؤسسات الحكومية والأهلية والخيرية، نظير مشاركاتها في الكثير من المناسبات والمحافل الاجتماعية والإنسانية والخيرية، بأطباقها الحجازية. وطورت أم هاني التي أصبحت تنافس كبار الطهاة وأفخم المطاعم في مكةالمكرمة، وأضحى الزبائن يتنافسون على الظفر بحجز لديها لتأمين مائدة لحفلاتهم الخاصة، أساليب التسويق لتواكب العصر، فأنشأت موقعا على الإنترنت يعرض الأنواع والأصناف التي تعدها، وأصبحت من خلاله تقدم وتسوق لأشهى المأكولات والوجبات. ألفت شادية أربعة كتب لإعداد الوجبات الغذائية المختلفة «الحجازية، الهندي، الجاوي، وأصناف متنوعة»، وشاركت في فقرة يومية على إحدى القنوات الفضائية لتقديم وصفات غذائية طيلة شهر رمضان المبارك. تتلمذت جستنية على يد والدتها حيث لازمتها وتعلمت منها إعداد الوجبات والأصناف الحجازية المختلفة، والتي تتطلب دقة في المقادير وعناية فائقة في الإعداد ونفسا خاصا يميز بين أطباق الطاهيات. تحدثت شادية ل«عكاظ» عن بداياتها فقالت «لاحظت والدتي حبي للطهي منذ صغري، فأولتني جل عنايتها واهتمت برغبتي وعلمتني طهي مختلف الأصناف والحلويات، حيث بدأت بإعداد الوجبات الخفيفة كالسلطات والأرز». وأضافت أنها بعد ذلك أخذت تتطور يوما بعد يوم إلى أن بدأت إعداد الأصناف العربية والآسيوية، وابتكار وصفات خاصة بي بعدما شجعني زوجي ودعم رغبتي في بداية مشروعي الخاص واستثمار وقت فراغي بما ينفع المجتمع. وتابعت «مع هذا الدعم أصبحت أطهو كل الوجبات الشرقية والغربية بمختلف أنواعها، فتعاونت معي جاراتي وكن يشترين ويسوقن طهوي، ومن ثم تتطورت الأعمال وأصبحت أتلقى الكثير من الطلبات لإعداد الولائم المتنوعة في نطاق الصديقات والعائلة، إلى أن تخطت شهرتي حدود مكة، لتصبح معظم طلبات الطعام من سيدات المجتمع اللاتي لا يفضلن سوى بوفيهاتي في مناسباتهن الخاصة والعامة، لأحصل منهن على شهادات الشكر والثناء تقديراً منهن لعملي، وقد دفعتني زيادة الطلب على الاصناف واعداد ولائم الاعراس والحفلات، إلى تأسيس موقع الكتروني يعرض الأصناف التي قدمتها في المناسبات المختلفة وطرق إعدادها إضافة إلى عرض الكتيبات التي ألفتها في الطهي واستقبال طلبات زبائنها والتواصل معهم». وحول الأنواع التي يكثر الطلب عليها من أطعمة وبوفيهات قالت «تأتي في المقام الأول الموائد الإندونيسية، ثم الموائد الهندية والعربية، ثم الموائد الحجازية»، معتبرة أن إعداد وجبة الإفطار يتم بتوفير كل ما يمكن الاعتماد عليه في هذه الوجبة والحلويات، مشيرة إلى أنها تحرص على تنوع الأكلات وتلبية رغبات كل شخص. ورأت أم هاني أن سبب إقبال السيدات في الولائم والمناسبات على موائدها يرجع لكونهن يفضلن الطبخ من يد سيدات مثلهن، ويردن التنويع بدلا من الموائد التقليدية التي يحضرنها من المحلات التجارية، مشيرة إلى أن هناك جهات حكومية ومؤسسية نسائية يتصلن بها لتجهيز «بوفيهات» منها إدارة تعليم البنات في مكة، وبعض الشخصيات المهمة، وسيدات المجتمع، وأكدت أم هاني أن هذا العمل أكسبها علاقات اجتماعية واسعة مع الكثير من سيدات المجتمع المكي والأسر المعروفة، ما زادها ثقة في نفسها وإيمانا بقدراتها في إعداد الموائد والبوفيهات حسب الطلب. وطالبت عبر «عكاظ» بأن تخصص الجهات المعنية في الدولة سوقا أو مركزا تجاريا دائما يضم منتجات وأعمال الأسرة المنتجة تحت مظلة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع الغرف التجارية والجمعيات والمبرات الخيرية والمنظمات الانسانية، وكذلك تقديم الدعم اللازم له مادياً وفنياً وتعليميا، إضافة إلى اشراكهم بشكل دائم في مختلف المناسبات والمحافل الوطنية والخيرية والثقافية، وتيسير اجراءات وشروط الاقتراض ودفعات التسديد. دعم الدولة أكدت شادية جستنية أنها تطمح إلى أن ترى الأصناف السعودية، وتحديدا الحجازية في قائمة الوجبات الغذائية العالمية وتنافسها وأن يكون عليها طلب ملحوظ، مبينة أن هذا الطموح سيتحقق بمثابرة واجتهاد الطاهيات والطهاة السعوديين، وبدعم الجهات المسؤولة في الدولة لهذه الفئة وتسهيل إشراكها في المحافل الدولية الكبرى لتقديم إنتاجها إلى العالمية.