يعتبر سوق النكاسة أحد الأسواق المهمة التي تغذي مكةالمكرمة، فيقع جنوب المنطقة المركزية ويمثل مقصدا لكثير من أصحاب البقالات والمطاعم إضافة إلى الجالية البرماوية التي تقطن في الجبل المجاور للسوق. ولكن الزائر للمكان سيلفته وبشكل فج غياب الرقابة الصحية في ظل الاكتظاظ الشديد للبسطات العشوائية وعدم وجود بيئة صحية للبيع والشراء، إضافة إلى أن معظم البسطات تقف فوق مياه الصرف الصحي في مشهد يدل على تلوث البضائع، يضاف إليها تداخل بسطات اللحوم والأسماك مع بسطات بيع (التمبول) والثياب والأحذية وغيرها. سوق النكاسة يقام وسط المخرج الوحيد للحارة التي تمنحه اسمها، مغلقا بذلك الطرق المؤدية إلى الجبل ويسهل انتشار المتخلفين في أرجائه. «عكاظ» زارت السوق واطلعت على حقيقة الأمر فيه والتقت عددا من المتسوقين والبائعين، حيث قال عبد العزيز شاهين إنه يسكن في وسط جبل النكاسة ومدخل منزله بالتحديد من عند محلات النجارة والسباكة، مشيرا إلى أنه أصبح من المستحيل أن يوصل سيارته حتى إلى قرب الدرج الذي يؤدي إلى منزله بسبب البسطات التي احتلت المكان، بدون أن يبالي أصحابها أنك تساكن هنا، حيث إن همهم الوحيد بيع الخضار والفاكهة المكشوفة التي لا تعلم مصادرها. وأكد أن وجود هذه البسطات ليس خطرها فقط على الحي الذي أسكن فيه ولكن على كل مكة، خصوصا أن السوق يمثل وجهة لأغلب البقالين، حيث تجد سيارات الوانيت تتوقف قرب هذه البسطات للتحميل وبيع الخضار والفواكه في بقالات الأحياء. من جانبه، شدد حسين الجودي على ضرورة وجود حملات لتطهير سوق النكاسة من المخالفات التي باتت معلما معروفا لدى أهل مكةالمكرمة، مشيرا إلى أن بقاء الوضع على ما هو عليه، يعود سلبا على الرؤية التطويرية للعاصمة المقدسة، منبها إلى أهمية يوم الجمعة بالنسبة إلى المتخلفين، الذين يخرجون كل ما هو فاسد وغير صحي، من فاسدة وأسماك وغيرها لتنتشر على جنبات السوق. وأكد الجودي كلامه بأن أرشدنا إلى متخلف يسلخ بقرة في وسط الشارع ويوزع لحمها وأعضاءها على كرتون متسخ موضوع على الأرض، وقد رصدنا ذلك لإظهار حجم المخالفات التي تحدث في سوق النكاسة. أما عمر القارحي فأوضح أن السبب الذي جعل سوق النكاسة ينتعش بالمخالفات هو غياب الرقابة والتي إن حصلت تحصل بين فترات متباعدة، موضحا أن محله يقع في وسط السوق ويتضايق كثيرا من السوق العشوائية ومن البسطات وخصوصا أن النظافة غائبة في المكان الذي تتواجد فيه البسطات. وأشار إلى أن أي شخص عندما يسير بين البسطات فإنه لا شك سيدوس على أنواع الخضار التي تلتصق بالأرض، والتي يلقيها أصحاب البسطات المخالفة والتي يديرها المتخلفون، وهو منظر أصبح معتادا لدينا نحن أصحاب المحلات وساكني حي النكاسة. من جانبه، قال الشيخ علي مختار إن سوق النكاسة يعتبر سوقا شعبيا ولكن تنقصه الرقابة، ليتحول منبعا للممنوعات من نشوق وتنبول وغيرها. وقال: إذا أراد أحد التأكد فليأخذ جولة بسيطة بين حنايا سوق النكاسة ليجد كم بائع نشوق أو تنبول قد بسط بين بسطات الخضار والفواكه بضاعته ليبيعها بدون حسيب أو رقيب.