ينشط أفراد من الجاليات البرماوية في مكةالمكرمة، في ممارسة بعض الظواهر السلبية المضرة بصحة الإنسان والبيئة عموما، ومن هذه الظواهر الترويج لمادة «التمبول» المنشطة في الأزقة الضيقة داخل الأحياء الشعبية، وتعد أوراق «التمبول» من المواد المنبهة والمنشطة، ويكثر تداولها وسط الجاليات المقيمة، رغم حملات المداهمة التي تنفذها الأجهزة الأمنية في فترات متلاحقة، إلا أن هذه الحملات لم تمنع انتشارها بشكل أوسع، خصوصا بعد استحداث مواقع جديدة لبيع هذه المادة خاصة في شوارع وأزقة حي النكاسة في مكةالمكرمة. وتتكون نبتة «التمبول» من أوراق شجرة نبات التمبول وبذور «الفوفل»، إضافة إلى جوز التمبول ومواد أخرى تضيف نكهة خاصة وتقبل على تناولها بعض الجاليات الآسيوية، حيث تباع الثلاث الورقات الجاهزة بريال واحد، فيما يصل سعر الكيلو جرام الواحد من ورق التمبول 30 ريالا، والكيلو الجرام الواحد من جوز التمبول 35 ريالا، ووفق أحد الباعة، فإن مكونات التمبول تصل إلى أسواق المملكة عبر المسافرين القادمين من الخارج، ويكثر استخدامها وسط الجاليتين البرماوية والبنجلاديشية. وبين البنجلاديشي غلام نور أن «التمبول» يعد من الأمور الأساسية التي يحرص على تناولها بشكل يومي، ويضيف: أشعر بالراحة وهدوء الأعصاب عقب تناول النبتة، مبينا تردده على سوق «البرما» في حي النكاسة في مكةالمكرمة لتأمين حاجته من التمبول، خصوصا وأن هذه المادة تساعد على تنشيط الأسنان وتقويتها وفق تعبيره، فيما ذكر هارون سراج (بائع تمبول) أنه بدأ مهنة بيع «التمبول» منذ الصغر، ويضيف: في البداية كنت أساعد أخي الأكبر في إعداد المادة المنبهة، ثم بدأت في مزاولة المهنة لحسابي الخاص، مبينا حصوله على مبالغ كبيرة جراء تجارته الرابحة على حد وصفه، وخلص إلى القول: لا يقتصر بيع التمبول على الجاليات البرماوية فقط، وزبائنه خليط من الجاليات المقيمة وبعض المواطنين. إلى ذلك، أوضح مدير عام صحة البيئة في أمانة العاصمة المقدسة الدكتور محمد أمين هاشم الفوتاوي أن مشكلة البيع العشوائي داخل حي النكاسة كبيرة ولا يمكن إغفالها، ويضيف: المشكلة ذات جذور عميقة وهي ناجمة عن التخلف، ولا يعد بيع التمبول ظاهرة غريبة فغيرها كثير داخل سوق «البرما». من جانبه، أكد الناطق الإعلامي لوكالة الخدمات في أمانة العاصمة المقدسة سهل حسن مليباري أن الأعداد الضخمة والمهولة لساكني الحي من المتخلفين تحتاج إلى الخدمات، فأعمال النظافة والخدمات البلدية في تلك المنطقة تحتاج إلى جهود مضاعفة وإمكانيات مادية وطاقات بشرية، خاصة وأن الإحصاءات تشير إلى أن مخلفات تلك المنطقة تضاهي خمسة أضعاف مخرجات المخططات السكنية في مكةالمكرمة، مشيرا إلى أن بلدية المسفلة الفرعية المسؤولة عن حي النكاسة تنفذ جولات تفتيشية مستمرة للحد من ظاهرة الباعة المتجولين.