أنهت الملحقية الثقافية في أستراليا معاناة مبتعثي الجهات الحكومية، حيث بدأت مؤخرا بتسديد رسوم دراسة أبنائهم أسوة بمبتعثي برنامج خادم الحرمين الشريفين وكان مبتعثو الجهات الحكومية طوال السنوات الماضية يقومون بسداد رسوم دراسة الابناء ومن ثم يطالبون بالتعويض من جهة ابتعاثهم وينتظرون فترات طويلة تصل الى ستة أشهر. عدد من مبتعثي الجهات الحكومية أكدوا ل(عكاظ) بأن رسوم دراسة الابناء كانت كابوسا يؤرقهم سنويا. أحد المبتعثين قال: اضطر أحد الأصدقاء للاقتراض من أحد البنوك الاسترالية لتسديد رسوم دراسة الأبناء. ويشير آخر: لم أجد طريقة لسداد الرسوم سوى أن أطلب مبلغا من المال من أحد الزملاء. ويقول ثالث: كنت أقسط من مكافأتي ألفي دولار شهريا لسداد رسوم اثنتين من بناتي. «عكاظ» سألت الملحق الثقافي الدكتور عبدالعزيز بن طالب عن هذا القرار حيث قال: رسوم دراسة الأبناء كانت تمثل معاناة لمبتعثي الجهات الحكومية وللملحقية لأن النظام كان ينص على ان تدفع الجهة الحكومية رسوم دراسة الابناء لمبتعثيها وبالتالي كان المبتعث يدفع الرسوم ويطالب بعد ذلك بالتعويض. الملحقية الثقافية في استراليا وضحت هذه الإشكالية لوزارة التعليم العالي مما يعانيه الطلاب، لذلك صدرت موافقة التعليم العالي بدفع الرسوم عن طريق الملحقية. خالد الزهراني طالب دكتوراه في جامعة نيوانجلاند يشير الى ان مبتعثي الجهات الحكومية كانوا يعانون من صعوبة تسديد رسوم دراسة الأبناء في السنوات الماضية لاسيما أن المدارس الاسترالية تلزم المبتعث بدفع الرسوم قبل بدء الدراسة وتزيد معاناة المبتعث إذا كان لديه أكثر من ابن في مرحلة الدراسة، متزامنا ذلك مع غلاء المعيشة وارتفاع أسعار تأجير العقار إلى ما يقارب 25% مقارنة بالسنوات الماضية. الزهراني أكد بأن صرف مبلغ التعويض للمبتعث قد يستغرق عدة أشهر لأن طلب التعويض كان يمر بإجراءات معقدة من المبتعث للملحقية الثقافية ثم إلى جهة المبتعث وربما الى وزارة المالية لاعتماد صرف المبلغ ولكن بفضل الله ثم بفضل جهود القائمين على الملحقية الثقافية في أستراليا تحت ادارة الدكتور عبدالعزيز بن طالب تم التغلب على هذه المعضلة بصرف مبلغ التعويض من الملحقية مباشرة في مدة أقصاها أسبوع واحد من تاريخ تقديم الطلب على البوابة الإلكترونية للملحقية وأملنا كبير في أن تقوم الملحقية بدفع الرسوم مباشرة للمدارس الأسترالية كما نأمل من وزارة التعليم العالي الموافقة على تسديد رسوم رعاية ودراسة الأبناء في سن الحضانة والروضة لأن هاتين المرحلتين تستنزفان مكافأة المبتعثين وتزيد من معاناتهم، خاصة اذا كان مرافق المبتعث ملتحقا بالبعثة. من جهته أكد مفزع القحطاني طالب ماجستير حاسب آلي بأن أي مبتعث ملزم من قبل ادارة الهجرة في استراليا بتسجيل ابنائه في المدارس لكي لا يكون عرضة للمساءلة القانونية وبالتالي يكون مضطرا لدفع رسوم دراسة الابناء. ويتابع: في عام 2010 سجلت ابنائي الثلاثة في المدرسة مقابل 12000 دولار استرالي، أي ما يعادل 45600 ريال سعودي في ذلك الوقت للفصل الدراسي الاول، ولم يكن أمامي خيار سوى اقتراض المبلغ لتسجيل ابنائي وطبعا طلب التعويض يمر بعدة جهات بداية من الملحقية ومن ثم وزارة التعليم العالي ثم جهة عمل المبتعث ثم وزارة المالية، وهناك احتمال ان تضيع المعاملة وهذا ما حصل معي عندما كنت أنتظر مبلغ التعويض لسداد رسوم الفصل الدراسي القادم وبالاستعلام عن المعاملة في جهة عملي اتضح لي بأنها لم تصلهم بعد، وانتظرت الى حين حلول إجازتي السنوية، حيث تابعت بنفسي ولم أجد أثرا للمعاملة، لذلك اضطررت الى إعادة الإجراءات من جديد وهذا الانتظار تجاوز السنة من أجل الحصول على مبلغ التعويض. ويتابع: وللأسف بعد هذا العناء يصرف مبلغ التعويض من وزارة المالية بالريال السعودي وحسب سعر الصرف في ذلك اليوم بعد ما يقارب 10 أشهر من صدور الفواتير ومن الطبيعي ان يكون سعر الصرف قد تغير وبالتالي يخسر المبتعث من مبلغ التعويض الذي دفعه ما يقارب الألف دولار استرالي. محمد العازمي طالب ماجستير حاسب آلي يقول: أنا أب لثلاثة ابناء كنت أسدد شهريا ألفي دولار رسوم دراسة ابنتي الاثنتين كوني لا استطيع ان أدفع المبلغ كاملا، وكنت أيضا أدفع 4500 دولار في الفصل الدراسي لسداد رسوم ابني بندر في الوقت الذي كان مبلغ التعويض من جهة عملي لا يتجاوز خمسين ألف ريال سعودي وهو لا يعادل إطلاقا ما دفعته في الأساس حسب سعر الصرف مقابل الدولار الاسترالي، أضف الى ذلك ان مدة التعويض تتجاوز احيانا 10 أشهر من الانتظار. وامتدح العازمي قرار الملحقية الثقافية بتسديد رسوم دراسة ابناء مبتعثي الجهات الحكومية، مشيرا الى ان هذه الخطوة ساهمت في التخفيف من الأعباء المالية التي يتحملها المبتعث. وقال أيضا: من المفترض ان يكون هناك تنسيق أعلى بين وزارة التعليم العالي والجهات الحكومية التي لديها مبتعثون لتجاوز مثل هذه العقبات التي تؤثر في الحقيقة على أداء المبتعث الدراسي الذي لديه هدف رئيسي وهو التعلم والاستفادة من فترة الابتعاث في تنمية مهاراته، وتمنى ان تبادر الملحقية الى خطوات إيجابية أخرى، ومنها إيجاد حلول عاجلة لتأخر الرد عند تمديد البعثة أو تغيير الجامعة وذلك بالطلب من الجهات الأخرى صلاحيات أوسع لتنفيذ طلبات المبتعثين في وقت قياسي.