شخصية غامضة لم تفصح عن ذاتها، قدمت بين عامي 2004 و2008 مجموعة من الإهداءات الغنائية النادرة والتاريخية.. هذه الإهداءات النادرة كان الفنان الراحل طلال مداح دائما طرفا فيها، وعرضت بتوقيع (فات الأوان) على صفحات موقع طلال مداح الإلكتروني حصريا لعشاق طلال.. وتجدها منتشرة اليوم في الشبكة العنكبوتية لكل عشاق الطرب، ولكنها لا تزال تحمل طعم واسم (فات الأوان)، أبرز إهداءات فات الأوان على الإطلاق، هي جلسة جمعت موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب وصوت الأرض طلال، غنى فيها طلال على مسمع من عبدالوهاب أغاني مثل (أغراب، أنادي، مر الزمان)، وكان محمد عبدالوهاب يعلق بعد كل أغنية لطلال وهو في قمة الطرب ويندهش من مواويل طلال صوت الأرض ويشرح عراقة نغمها وتفرد تنقلات النغم فيها دونا عن بقية المواويل في شتى البقاع، ويقول مازحا (يا زرياب أنت يا ابن الزرياب)، في تشبيه وإشارة إلى زرياب الشخصية الغنائية الشهيرة التي يقال إنها أول من نشر الموال من المشرق العربي إلى المغرب والأندلس، وحين غنى طلال الموال الحدري المشهور عند أهل الطائف ربط موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب بين الموال الحدري كفن نابع من شبه الجزيرة العربية، وفن الفلامنكو الشهير في برشلونة ومدن جنوبإسبانيا تحديدا.. وغنى طلال لعبدالوهاب في تلك الجلسة أغنية فلكلورية من بادية الحجاز (شفته يلوحي فوق السطوحي) ليردد معه عبدالوهاب (آه يا سلمان).. وكثير من الانفعالات الطربية من عبدالوهاب تبرز من خلال هذه الإهداءات مع طلال، وببحث بسيط يمكن للقارئ العزيز الاستمتاع بالتسجيلات من الإنترنت الآن، وأيضا من الفيديوهات النخبوية التي قدمها لنا فات الأوان، دويتو طلال ومحمد عبده في أغنية «عشقته»، وخلفهم محمد شفيق رحمه الله على الكمان، وبإهداء تاريخي موقع أيضا باسم (فات الأوان)، شاهدنا تصويرا لطلال مداح ومحمد عبده يغنيان كل على حدة من داخل الاستديوهات أثناء تركيب صوتيهما على أوبريت وقفة حق، الذي كان افتتاحا لمهرجان الجنادرية عام 1410ه (1992م). وكان من ألحان محمد شفيق الذي يظهر صوته من خلال الفيديو أثناء تركيب الصوت على موسيقى الأوبريت. وقدم ذات أربعاء إهداء بدون معلومات لأغنية تقول بدايتها (صورتك عاشت في بالي)، وبكلمات معدودات ذكر أنه جدير بالذكر أن ما يميز إهداءات فات الأوان جودتها العالية جدا، وتنظيم تقديمها، ففي كل أربعاء كانت هذه الشخصية الغامضة تهدي لجمهور الطرب ملفات صوت أو صورة من العيار النخبوي الثقيل.. ويختم إهداءه بجملته الشهيرة (القادم أحلى)، جملة تعلق بها الكثيرون وكانت تصدق في كل مرة.