تصدرت الأزمة السورية أمس جدول أعمال قمة مجموعة الدول الثماني في عاصمة إيرلندا الشمالية (بلفاست) وسط خلافات روسية غربية، أعلن عنها الجانبان بوضوح، حيث حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تسليح المعارضة السورية، بينما أصر رئيس الوزراء البريطاني على ضرورة تنحي الأسد لوضع حد للكابوس في سورية كما قال. قمة مجموعة الثمانية التي ينتظر منها أن تخرج بموقف حازم من الأزمة السورية، يبدو أنه سيؤجل بالنظر إلى استمرار الخلافات بين المعسكر الداعم للأسد، والمعسكر المناوئ له. وشهد اجتماع الدول الثماني الكبرى، والذي ستكون الأزمة السورية على رأس جدول أعماله، تفاوتا واضحا في مواقف هذه الدول تجاه ما يجري في سورية، الأمر الذي من المرجح أن يعيق التوصل إلى حل؛ فالولاياتالمتحدةالأمريكية التي اتخذت مؤخرا قرارا بتسليح الثوار السوريين بشكل محدود ما زالت بعيدة عن القيام بأي تحرك عسكري رغم إقرارها بتجاوز النظام للخط الأحمر واستخدام السلاح الكيماوي. أما بريطانيا فهي على رأس الداعين لتسليح المعارضة السورية وتقديم الدعم اللوجستي والدبلوماسي، وهو أمر تؤيده فرنسا، لكن بشرط أن تضمن المعارضة عدم وصول هذه الأسلحة لأيدي متطرفين. ومن جهتها، ترفض ألمانيا بشكل تام إرسال أسلحة للمعارضة السورية وتتمسك بالحل السياسي للأزمة، وهو موقف إيطاليا وكندا واليابان، الدول التي تدعو الأسد للتنحي وتقدم مساعدات غير عسكرية للمعارضة، لكنها ترفض التسليح لأنه يؤدي إلى زيادة العنف. الإشكالية الكبرى في الاجتماع كانت روسيا الداعمة لنظام الأسد عسكريا وسياسيا والتي ترفض اتخاذ أي قرار يؤدي إلى سقوطه. إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم الخارجية الروسية أمس أن موسكو لن تسمح بإقامة منطقة حظر جوي فوق سورية وذلك إثر تقارير أشارت إلى أن الولاياتالمتحدة تعد لمثل هذا الإجراء. من جهة ثانية، حثت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حزب الله اللبناني على سحب مقاتليه من سورية، حيث يحاربون إلى جانب قوات بشار الأسد وعلى توجيه سلاحه إلى إسرائيل بدلا من ذلك.