تتصدر الأزمة السورية اليوم جدول أعمال قمة مجموعة الدول الثماني في عاصمة أيرلندا الشمالية «بلفاست»، وسط خلافات روسية غربية، أعلن عنها الجانبان بوضوح، حيث حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تسليح المعارضة السورية، بينما أصر رئيس الوزراء البريطاني على ضرورة تنحي الأسد لوضع حد للكابوس في سورية كما قال. وكانت قمة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة عقدت الجمعة الفائتة بخصوص سوريا جمعت الرئيس الأميركي والفرنسي وزعماء بريطانيا وإيطاليا وألمانيا. وتبنت جماعة مقاتلة تدعى «لواء الشام» مسؤولية الانفجار الضخم الذي ضرب مطار المزة العسكري فى دمشق أمس، وأصدر اللواء التابع لقيادة الجبهة الجنوبية بيانًا رسميًا تبنى فيه العملية التي وصفها ب»النوعية». وأوضح اللواء ببيانه أنه تم إدخال سيارة زرع فيها لغم متفجر إلى مطار المزة، «بالتعاون مع أحد الشرفاء»، وقام منفذ العملية بركن السيارة بجوار مستودعات الذخيرة ما أدى لحصول انفجارين ضخمين. قمة مجموعة الثمانية التي ينتظر منها أن تخرج بموقف حازم من الأزمة السورية، يبدو أنها ستؤجل بالنظر إلى استمرار الخلافات بين المعسكر الداعم للأسد، والمعسكر المناوئ له، ويشهد اجتماع الدول الثماني الكبرى، الذي ستكون الأزمة السورية على رأس جدول أعماله، تفاوتا واضحا في مواقف هذه الدول تجاه ما يجري في سورية، الأمر الذي من المرجح أن يعيق التوصل إلى حل؛ فالولايات المتحدة الأميركية التي اتخذت مؤخرًا قرارًا بتسليح الثوار السوريين بشكل محدود ما زالت بعيدة عن القيام بأي تحرك عسكري رغم إقرارها بتجاوز النظام للخط الأحمر واستخدام السلاح الكيماوي. أما بريطانيا فهي على رأس الداعين لتسليح المعارضة السورية وتقديم الدعم اللوجستي والدبلوماسي، وهو أمر تؤيده فرنسا، لكن بشرط أن تضمن المعارضة عدم وصول هذه الأسلحة لأيدي متطرفين. من جهتها ترفض ألمانيا بشكل تام إرسال أسلحة للمعارضة السورية وتتمسك بالحل السياسي للأزمة، وهو موقف إيطاليا وكندا واليابان، الدول التي تدعو الأسد للتنحي وتقدم مساعدات غير عسكرية للمعارضة، لكنها ترفض التسليح لأنه يؤدي إلى زيادة العنف. أما الإشكالية الكبرى في الاجتماع ستكون روسيا الداعمة لنظام الأسد عسكريا وسياسيا والتي ترفض اتخاذ أي قرار يؤدي إلى سقوطه، وأظهر فيديو بثه ناشطون عن الانفجار ألسنة النيران التي تصاعدت من مطار المزة العسكري بعد وقوع الانفجار بداخله. وقال شهود: إن العديد من السيارات المحملة بشبيحة نظام بشار الأسد توجهت صوب منطقة الهجوم. ومن جانبه قال مصعب أبوقتادة، مدير المكتب الاعلامي للمجلس العسكري لدمشق وريفها، إنه بعد الانفجار توافدت أعداد كبيرة من سيارات الإسعاف على شكل مجموعات إلى كل من مشفى (601) العسكري في المزة، ومشفى المواساة. وبدوره، أكد المركز الإعلامي السوري أن سيارات الإسعاف هرعت إلى مطار المزة عقب الانفجار، وأفادت «الإخبارية السورية» بأن انفجار المزة ناجم «عن محاولة لاستهداف مطار المزة العسكري»، بينما نقلت مواقع إخبارية مؤيدة لنظام الأسد اتهامًا مباشرًا للجيش السوري الحر حول الهجوم، وبحسب شاهد عيان من المنطقة، فإن الانفجار الضخم سبقه انفجار صغير تسبب في انبعاث دخان أسود، وما لبث الانفجار الكبير أن حدث بعد دقائق قليلة، واشتعلت النيران بشكل كبير. يُذكر أن مطار المزة العسكري يعتبر رئة النظام السوري في العاصمة دمشق وريفها الغربي، ويضم بداخله فرقًا عسكرية وأمنية ومخابراتية متعددة، منها المخابرات الجوية والدفاع الجوي وسرية المهام الخاصة التابعة للمخابرات الجوية، ويبعد مطار المزة العسكري عن مركز العاصمة نحو 5 كيلومترات. وقد حظر الرئيس السوري الراحل، حافظ الأسد، إقامة أي مبانٍ مرتفعة إلى جانب المطار منذ تأسيسه، حيث يبعد أقرب مبنى مرتفع عن المطار أكثر من كيلومترين، كما يعتبر مطار المزة العسكري نقطة أساسية ومنطلقًا لهجوم قوات بشار الأسد على المناطق المحيطة (داريا - معضمية الشام - المزة)، وتتمركز فيه حاليًا قوات من الفرقة الرابعة، وتنصب فيه مدفعياتها وصواريخها التي تقصف مدينة داريا وأحياء دمشق الجنوبية، ويُستخدم المطار، بحسب ما يقول ناشطون، كمعتقل ومركز للتحقيق يجري بداخله تعذيب الأفراد.