توقع وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي ان الرئيس السوري بشار الاسد «سيشارك» في الانتخابات الرئاسية المقبلة في سورية المقررة العام 2014، وقال انه «لا حل عسكرياً للأزمة السورية والحل الوحيد هو الحوار بين السلطة والمعارضة»، فيما دان وزير الخارجية السوري وليد المعلم الخطوة التي اتخذتها الولاياتالمتحدة بمنح المعارضين السوريين مساعدات غير قتالية، متهماً واشنطن بالكيل بمكيالين. وقال صالحي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري الذي وصل أمس الى طهران بعد ستة أيام من زيارته موسكو: «في الانتخابات المقبلة، سيشارك الرئيس الاسد مثل غيره، ولينتخب الشعب السوري من يريد»، وذلك بعد إعلانه أن الأسد سيبقى في السلطة حتى 2014. ويرفض الأسد دعوات الدول الغربية والعديد من الدول العربية وتركيا والمعارضة السورية إلى تنحيه تسهيلاً للتوصل إلى تسوية للنزاع السوري المستمر، لكنه لم يعلن حتى الآن موقفاً من إمكان ترشحه لولاية جديدة. وترفض المعارضة السورية أي حوار لا يؤدي إلى رحيل الأسد. وفي منتصف كانون الثاني (يناير)، اعتبر نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في حديث الى هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أن في إمكان الأسد أن يترشح لانتخابات 2014 في اطار انتخابات تعددية. وقال صالحي: «لماذا استبعاده؟ الفرق الآن أن على الرئيس والمرشحين الآخرين أن يتوجهوا الى الشعب ويقدموا برامجهم لينتخبهم الشعب. إن صناديق الاقتراع هي التي ستقرر مستقبل سورية». وكرر الوزير الإيراني السبت «الموقف الرسمي لإيران القائل إن الاسد سيبقى الرئيس الشرعي (لسورية) حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة» العام 2014. وأضاف صالحي أنه «لا حل عسكرياً للأزمة السورية والحل الوحيد هو الحوار بين السلطة والمعارضة». واعتبر في هذا السياق الدعوة إلى الحوار مع المعارضة المسلحة التي وجهها المعلم الإثنين للمرة الأولى خلال زيارته موسكو تشكل «خطوة ايجابية». في المقابل، رأى الوزير الإيراني أن «لا أحد يمكنه أن يطلب من السلطة السورية التخلي عن السلاح»، لأن «لا خيار آخر لديها سوى التصدي للمرتزقة لإعادة الهدوء». من جهته، ندد المعلم بإعلان واشنطن الخميس تقديم ستين مليون دولار من المساعدات الى المعارضة السورية إضافة الى مساعدة «غير قاتلة» للمقاتلين المعارضين، وقال: «لا نفهم هذه المبادرة، فيما هذه المعارضة تقتل الناس». وتابع أن هذه ليست سوى سياسة الكيل بمكيالين، إذ إن من يسعى لحل سياسي لا يعاقب الشعب السوري. ودعا إلى ممارسة «الضغط على تركيا وقطر» اللتين يتهمهما النظام السوري بدعم المعارضين. وأعلنت الولاياتالمتحدة الخميس الماضي أنها ستقدم لأول مرة مساعدات غير قتالية للمعارضة السورية، ووصفت هذه المساعدات بأنها وسيلة لتعزيز التأييد الشعبي للمعارضة. وتشمل المساعدات إمدادات طبية ومواد غذائية لمقاتلي المعارضة و60 مليون دولار لمساعدة المعارضة المدنية على توفير خدمات أساسية، مثل الأمن والتعليم والصرف الصحي. وقال صالحي إن من شأن الخطوة الأميركية إطالة أمد الصراع في سورية الذي أودى بحياة 70 ألف شخص. في غضون ذلك، انتقدت صحيفة «الثورة» السورية الحكومية السبت «سياسة الخداع» الأميركية. وذكرت ان «التصريحات المتناقضة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال جولته الأوروبية حول إيجاد حل سياسي في سورية وإعلانه عن عزم بلاده تقديم مساعدات مباشرة للمجموعات المسلحة في سورية تعكس حالة الكذب والخداع» لدى واشنطن. وأضافت أن «الوعود الأميركية بتقديم المزيد من المساعدات العسكرية واللوجستية لعصابات الإرهاب تعني دعوة أميركية صريحة للمجموعات المرتزقة بتصعيد أعمال العنف والقتل والتدمير، ناهيك عن التدريب العسكري الذي تتلقاه هذه المجموعات في الدول المجاورة لاسيما المعسكرات الأردوغانية». وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» نقلت عن مسؤولين في واشنطن، أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) تدرب معارضين سوريين في الأردن منذ 2012، رغم عدم تقديمها أي أسلحة لهم. وكان وزير الدفاع الأميركي الجديد تشاك هاغل اعتبر أول من أمس أن سياسة الولاياتالمتحدة بعدم إعطاء المعارضة السورية سوى «دعم غير فتاك»، سياسة سليمة. وجاءت تصريحات هاغل خلال أول بيان صحافي له منذ توليه وزارة الدفاع الأربعاء الماضي، بعد يوم من اعلان الولاياتالمتحدة انها ستقدم لاول مرة مساعدات غير فتاكة لمقاتلي المعارضة السورية وستضاعف مساعداتها إلى المعارضة المدنية السورية. وكشف ليون بانيتا وزير الدفاع الأميركي السابق مطلع الشهر الماضي، أنه انضم إلى وزيرة الخارجية كلينتون ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية العام الماضي في التوصية بتسليح مقاتلي المعارضة. ومع ذلك أبلغ بانيتا الكونغرس في السابع من شباط الماضي انه أيد في نهاية الامر قرار اوباما الحد من المساعدات العسكرية لسورية. وقال هاغل للصحافيين: «من الواضح ما هي سياسة الادارة بشأن سورية: مساعدات غير فتاكة. والسياسة التي تنتهجها الولاياتالمتحدة سليمة». وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اجرى أول من أمس مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين محادثات هاتفية حول النزاع السوري، وفيما أعلن البيت الابيض ان الرئيسين أبديا اتفاقهما خلال الاتصال بشأن «ضرورة تعزيز عملية تحول سياسي» لإنهاء العنف في سورية بأسرع ما يمكن، ذكر الكرملين أن بوتين شدد «على ضرورة وقف النشاطات العسكرية في أسرع وقت ممكن» موضحاً ان الاتصال جاء بمبادرة من الجانب الأميركي. وأضاف أن الرئيسين بوتين وأوباما «أعربا عن الرغبة نفسها في تجنب كل الأعمال التي يمكن أن تؤثر سلباً على العلاقات الثنائية». وشدد الزعيمان أيضاً على أهمية أن يواصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره سيرغي لافروف «ارتباطهما» بشأن سورية. ويوجد خلاف منذ فترة طويلة بين موسكووواشنطن بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد. وتقول الولاياتالمتحدة إنه يجب تنحي الأسد، ولكن روسيا تقول إن خروجه من السلطة يجب ألا يكون شرطاً مسبقاً للتوصل لتسوية من خلال التفاوض.