لم تستنكف أم الخير النجار الحاصلة على دبلوم تربوي عال في علوم الحاسب الآلي، عن اقتحام عالم الطبخ حينما لم يتم تجديد عقد عملها معلمة على بند محو الأمية، رغم إغراءات الوظيفة ذات المرتب الثابت بالنسبة لفتاة في مثل عمرها مقارنة بمهنة الطبخ التي يرتهن دخلها إلى عدة عوامل وترتبط بالمواسم. ولم تلبث طويلا حتى أصبحت طباخة «شيف» ماهرة يشار إليها بالبنان ويتسابق الزبائن على الوجبات التي تعدها في منزلها. روت أم الخير ل«عكاظ» تجربتها قائلة بعد دراسة جامعية استمرت ثلاث سنوات حصلت على دبلوم تربوي عال في علوم الحاسب الآلي. والتحقت بالسلك التعليمي معلمة حاسب آلي بالمرحلة الثانوية بالتعاقد على بند محو الأمية. وعندما لم يجدد عقدي أصبت بصدمة، لكنني لم أستسلم لليأس بل بدأت في التفكير الإيجابي. وخطرت في بالي فكرة مشروع الطبخ، وفكرت في افتتاح مطعم نسائي، وقدمت للحصول على تمويل من بنك التسليف، إلا أنه لم تكن بين الخيارات الطائف وإنما جدة فتم رفض طلبي. وأضافت أم الخير اعتبرت أن الفشل هو الخطوة الأولى التي تسبق النجاح، حيث لا يوجد موقع لليأس في قاموسي الشخصي. ومن ثم قررت بدء مشروعي من المنزل بدعم من والدتي وأهلي الذين لا يرون غضاضة في أن أعمل في مهنة طباخة. ولا فرق عندهم بينها وبين مهنة المعلمة طالما كانت بابا لرزق حلال. وأيضا تلقيت دعما معنويا من زوجي وابنة عمي أحلام التي سبقتني في هذا المجال. كما أن نظرة المجتمع تغيرت إلى حد كبير، فقد كان في السابق يسود اعتقاد بأن المهن الحرفية لا تدر دخلا مناسبا. والآن استوعب الجميع حقيقة الوضع بحكم أن نساء كثيرات يعملن موظفات وغير متفرغات لأعمال الطبخ لأسرهن. ويحتجن إلى شراء وجبات من المطاعم. وحين يجدن طبخا فيه نفس منزلي يفضلنه على غيره. ولذلك فإن الإقبال كبير على ما أطبخه. وأكثر الوجبات طلبا هي اللازانيا والكشري والمكرونة بالباشميل لكوني أستخدم في تجهيزها مكونات طازجة وذات جودة عالية وأعرضها بأسعار معقولة لا مغالاة فيها على عكس ما تفعل المطاعم الشهيرة. ويكثر الطلب على طبخي في إجازة نهاية الأسبوع والعطلات خاصة العطلة الصيفية. وفي موسم شهر رمضان المبارك يقل الطلب لكون كل امرأة أو فتاة تحرص فيه على أن تتفنن في الطبخ لأسرتها. والقلة التي تبقى من زبائنها في الشهر الفضيل تطلب الأطعمة «المفرزنة» أو ما يطلق عليه اسم الصواني. وقالت أم الخير إنها تشترط أن يكون طلب الأفراد قبل يومين من موعد تسليمه. وبالنسبة للبوفية تشترط أن يكون قبل أربعة أيام على الأقل. وأن يكون البوفيه مخصصا للنساء فقط وألا يزيد طوله على ثلاثة أمتار وألا يتعدى وقت إيصال الطلب الساعة العاشرة مساء وتحبذ أن يكون البوفيه قريبا من باب المنزل لتتمكن من الدخول لترتيبه. وأشارت إلى أن غالبية زبائنها يستجيبون لهذه الاشتراطات لافتة إلى أنها تقوم بتوفير خدمة التوصيل للزبائن الذين يتعذر عليهم الحضور إلى منزلها، وتفكر مستقبلا في زيادة عدد أمتار البوفيه لتتناسب مع رغبات الزبائن. أفضل بكل المقاييس قبل أن نودع أم الخير سألناها عما إذا كانت تفضل العمل في مهنتها الحالية أم معلمة فأجابت دون تردد أنا شخصيا أعتقد أن عملي الحالي أفضل بكل المقاييس. وما زلت أطمح لافتتاح مطعم يقدم جميع الوجبات المنزلية السعودية. وأطلب من المجتمع أن يدعم المشاريع النسائية الصغيرة لتمكين المرأة من أن تكون عضوا فاعلا وترفع من مستوى دخل أسرتها.