لم تشفع المكانة السياحية والأثرية لقرية الشامية شمالي محافظة الريث في الاهتمام بأبناء المنطقة من قبل الجهات المعنية، لتوفير الأماكن الترفيهية التي تعينهم على قضاء أوقات فراغهم. ومثل أقرانهم في المدن الكبرى يحلم شباب القرية بأن يكون لهم نادٍ يرتقي برياضتهم ونشاطهم، ويعزز من مواهبهم. ويستغرب جابر مفرح الشحني إهمال شباب المنطقة بهذا الشكل، بالرغم من كثرة عددهم «فالقرية ليس بها ملاعب ومتنزهات، والشباب يبحثون عن وسائل ترفيهية وتدريبية يستغلون فيها فراغهم، لكنهم للأسف لا يجدونها». ويتمنى زميله علي بن أحمد الشحني أن يتم توفير ما يرضي شباب القرية من توفير نواد ثقافية وأدبية، فهي ضرورية للإنسان خاصة في سن الشباب حتى ترتقي أفكاره ومهاراته ويكون له شأن في المستقبل، خاصة أن الفراغ تسبب في حالات نفسية وعقلية - على حد قوله. ويتخوف أحمد العروي خريج علم الاجتماع من جامعة الإمام محمد بن سعود، من مغبة استمرار الفراغ وتأثيراته السلبية «لأن كثيرا من المشكلات الاجتماعية وخاصة مشكلات الجريمة والانحراف تؤثر في الحياة الاجتماعية، ويتأذى منها الشعور الفردي والجماعي، ويشير يحيى الأصغري إلى أن معظم شباب قرية الشامية لديهم مهارات رياضية مختلفة قتلها صمت المسؤولين عن تلبية متطلباتهم بإقامة ملاعب لهم وأندية ترفيهية حتى يقضوا على الفراغ الذي قد يسبب الانحراف. ويبين علي محمد الأصغري أن أرض الملعب الوحيد تبرع بها فاعل خير، ويعتبر الملعب صغيرا ولا يتناسب مع تطلعات الشباب وطموحاتهم «ونحلم بأن يكون منا ميسي ورونالدو، فلماذا يبخلون علينا بهذا الحلم؟». ويطالب إبراهيم مدخلي بالعمل على آلية لتوظيف شباب قرية الشامية ولو في المواقع الأثرية والسياحية في المنطقة، حتى يقوموا بتيسير حالتهم والحفاظ على ثروات وطنهم لأن معظم شباب قرية الشامية بلا عمل. ويتأسف علي بن موسى الريثي على عدم توفر سوى مدرسة بنين ابتدائية فقط، مما فرض معاناة على الشباب من عدم مواصلة الدراسة لوجود القرية على رأس جبل بعيد عن المدن. ويصف فيصل جابر المصغري شباب القرية بأنهم في عمر الزهور «لا يعلمون أين يذهبون، فحدهم التعليمي هو شهادة السادس الابتدائي، أما البنات فلا نصيب لهن من التعليم حتى الآن». وأوضح أن أبناء الشامية طالبوه برفع متطلباتهم للجهات المعنية، وقد نوقشت في المجلس المحلي والبلدي أكثر من مرة، ولكن لم يجد جديد حول حال هؤلاء الشباب «والحقيقة لا أعرف من المسؤول عن توفير تلك المتطلبات التي يحتاجها الشباب من ملاعب ومتنزهات، هل هي بلدية الريث أم الرئاسة العامة لرعاية الشباب بجازان؟ وأتمنى من الجهات المعنية الاهتمام بتوفير متطلبات الشباب».