تحتفظ المزارع التراثية القديمة بمحافظة عنيزة بطابعها المميز الذي ارتبط بحياة الإنسان. وأوضح رئيس لجنة الفلايح التراثية بالمحافظة يوسف الزنيدي أن الهدف من الإبقاء على المزارع القديمة والمحافظة عليها هو الاحتفاظ بالنمط القديم في الزراعة حتى يعرف الجيل الحالي كيف كانت التضحيات وحب العمل الزراعي لدى الآباء والأجداد الذين أسسوا نواة العمل الزراعي وغرسوا في الأبناء من بعدهم حب العمل والانتماء الصادق للأرض المنتجة. وأضاف الزنيدي أن الدولة شجعت أبناء الوطن على الزراعة والتوسع فيها، مبينا أن المزارع القديمة أصبحت اليوم جزءا لا يتجزأ من النشاط السياحي، مؤكدا أنهم يواجهون ضغطا كبيرا وتزايدا في طلبات حجز المزرعة القديمة للسكن فيها بضعة أيام. وأكد رئيس لجنة الفلايح أن اللجنة جادة في موضوع التوسع في تأهيل مزيد من المزارع التراثية لكن الأمر يتطلب موافقة أصحاب المزارع وقد يكون هؤلاء غير موجودين في بعض الأحيان، ما يتطلب البحث عنهم، مضيفا أن هذا يستغرق من اللجنة وقتا طويلا. وفي السياق، أكد العم محمد الصويلح المزارع القديم صاحب 70 عاما أن الزراعة علمتهم الجد والإخلاص، موضحا أن بقاء المزارع القديمة يحافظ على التراث، مثل البيوت القديمة والآثار الباقية التي تسابق الناس عليها لقضاء بضعة أيام ليستعيدوا الصورة التاريخية الماضية للزراعة، ويقترح العم محمد أن تكون هناك دورات توعوية للسياح عن طبيعة العمل بالزراعة في الماضي. من جهته، أشار المزارع صالح القطيمي إلى أهمية الاحتفاظ بالمزارع القديمة ليتسع نطاق الاستفادة منها سياحيا، مضيفا أن هناك مزارع قديمة لم تؤهل حتى الآن، مبينا أن تجهيزها سيتيح الفرصة لاستيعاب الإقبال الكبير على التنزه في المزارع التراثية التي تلاقي قبولا من الجميع.